سعد الدوسري
تناولتُ الأسبوع الماضي، قصةً إخبارية مثيرة عن نشر معهد الإدارة العامة لإعلان في دولة مجاورة، يطلب فيه أكاديميين للعمل في المعهد. ولقد كنت في تناولي لهذه القصة أستغرب أن يبحث المعهد عن تخصصات متوفرة بالمملكة، وبمميزات يحلم بها كل مواطن أو مواطنة ممن يحملون مثل هذه الشهادات.. ولقد سجلت احترامي للمعهد ولتجربته العريقة في مجال التدريب والتأهيل، في طي استغرابي لنشره الإعلان.
وعندما نشر المعهد رده، لم تتشكل لديّ الرغبة في مواصلة مناقشة القضية، وذلك لأن الرسالة وصلت من الطرفين، من المعهد ومني، دون أن يسيء أحدنا للآخر، بل على العكس، كلانا تحدث بموضوعية وبمهنية. وفي نهاية المطاف، أنا كاتب تهمني مصلحة الوطن ومصلحة المعهد ومصلحة حاملي وحاملات الشهادات العليا الذين يبحثون عن عمل لائق.
إذاً.. هذا هو ما نأمله من مؤسساتنا الحكومية والأهلية. أن يكون الحوار بيننا وبينها مبنياً على الثقة المتبادلة والاحترام المتبادل، وألاّ يتم التشكيك في النوايا أو اتخاذ الأحكام المسبقة، حتى وإن كان الكاتب قاسياً على المؤسسة، فهي في النهاية كيان حكومي لخدمة المواطنين، وليست شركة «عائلية»!!.. ومن الخطأ الكبير أن يغضب الوزير أو نائبه أو وكلاؤه، إن نحن اعتبرنا الوزارة مقصرة أو أن ثمة فساداً إدارياً أو مالياً فيها؛ بدل الغضب، هناك آليات اسمها الإصلاح. على هؤلاء القادة أن يتحركوا ضمنها ليتجاوزوا القصور أو ليقضوا على الفساد.