إبراهيم بكري
خيبة أمل عاشها العالم الإسلامي في عام 2009م بخسارة ممثلها المرشح العربي فاروق حسني في انتخابات رئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بفارق ثلاث أصوات أمام منافسته البلغارية إيرينا بوكوفا.
كان يعني للدول الإسلامية الشيء الكثير أن تتربع على كرسي هذه المنظمة القوية ذات التأثير في خارطة العالم في جوانب مختلفة خاصة خمسة برامج أساسية تهتم بها وهي التربية والتعليم، والعلوم الطبيعية، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والثقافة، والاتصالات والإعلام.
عاد الحلم الإسلامي و أصبح واقعاً ملموساً نعيشه في خطوة تاريخية نادي الهلال السعودي ممثلاً للعرب و الشرق الأوسط و رابع أندية العالم وقع اتفاقية شراكة مع (اليونسكو) أمس الثلاثاء في العاصمة الفرنسية باريس تحت شعار (الرياضة ثقافة).
يحق اليوم لكل سعودياً و عربياً و مسلماً أن « يفتخر « بأن «الهلال» سفيرهم العالمي ممثلهم في 191 دولة بالعالم تحت منظمة اليونسكو من خلال 50 مكتباً في مختلف القارات.
على جماهير الهلال أن يعوا اليوم بأن فريقهم لم يعد ملكهم بمفردهم، الانتماء للهلال أصبح حقاً مشروعاً لكل قلب ينبض بحب السعودية و لكل لسان تنطق العربية و لكل شخص يتجه في صلاته إلى مكة.
لم يعد « الهلال « مجرد ناد تركل فيه « الكرة « و لا فريق يتباهى بالبطولات، مسؤولية عظيمة على عاتقه «سفيراً» لأمة إسلامية بأكملها لتسويق قضاياها في الأمم المتحدة و التي يعتبر اليونسكو أحد روافدها.
السؤال المهم هنا:
كيف يفعل الهلال هذه الاتفاقية وتستثمرها السعودية ؟؟.
إحدى مهام اليونسكو هي أن تعلن قائمة مواقع التراث الثقافي العالمي سنوياً، في عام 2014م تم تسجيل جدة التاريخية ضمن هذه القائمة لا يخفى على أحد هناك مواقع تاريخية و تراثية في السعودية يجب أن يعترف بها اليونسكو لذلك يجب أن يسوق الهلال لها بتوقيع اتفاقية مع الهيئة العامة للسياحة و الآثار.
تطوير التعليم في السعودية يستطيع الهلال أن يلعب دوراً مؤثراً في هذه المرحلة من خلال تفعيل برامج اليونسكو التي تهتم بتأهيل وتدريب المعلمين و محو الأمية والتدريب التقني، وبرامج العلوم العالمية.
وعلى الصعيد السياسي يجب على الهلال أن يبرز جهود السعودية في حماية حقوق الإنسان والتي تعتبرها اليونسكو من أهم مهامها.
لا يبقى إلا أن أقول:
اليونسكو ينهض بحرية الإعلام لإيمانه بأنه من مبادئ حقوق الإنسان الأساسية عن طريق اليوم العالمي لحرية الإعلام في الثالث من مايو من كل عام.
تنظم هذه المناسبة لتأكيد أهمية حرية الإعلام كمبدأ أساسي لأي مجتمع، فهل إدارة الهلال تعي ذلك ؟؟.
يوماً ما كانت إدارة الهلال تتعاطى مع الإعلام بقمع الرأي المخالف !!.
فلتبدأ إدارة الهلال بنفسها باحترام مواثيق اليونسكو حتى لا تكون هذه الاتفاقية مجرد ورقة و قعت لا أكثر....
** هنا يتوقف نبض قلمي، وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل أربعاء وأنت - كما أنت - جميلٌ بروحك. وشكراً لك.