سعد الدوسري
اليوم، وحين نتحدث عن بداية خطوات جادة لوزارة الصحة، فإن أكثر ما يجب الالتفات إليه، هو إصلاح العلاقة بين المؤسسة الطبية المقدّمة للخدمة، وبين المستفيد من هذه الخدمة.
وبدون إصلاح هذه العلاقة التي تأثرت طيلة الفترات الماضية، فإننا لن نحقق أية منجزات محتملة.
لقد ظلّ المستفيد من الخدمة الطبية، يبحث عن العلاج خارج المؤسسة الطبية، سواءً عند الطبيب الشعبي أو الراقي الشرعي أو الصيدلي.
كل هؤلاء ازدهرت أسواقهم، في غياب علاقة إيجابية بينه وبين المؤسسة المعنية بعلاجه.
ويمكن أيضاً الحديث عن ميسوري الحال الذين بمقدورهم السفر للخارج، للعلاج هناك على حسابهم الخاص، أو أولئك الذين بإمكانهم الوصول إلى صيغ إدارية ما، للعلاج في الخارج على حساب الدولة.
ما هي الخطوة الأولى التي يجب أن تتخذها وزارة الصحة في بناء علاقة جديدة مع المريض؟!
في رأيي أن إدارة الرقابة على المستشفيات، كانت في يد المريض من جهة، والإعلام من جهة أخرى. وبين اليد الأولى واليد الثانية، كانت الوزارة لا تملك غير الدفاع عن نفسها.
وهي تفعل ذلك في حالات قليلة، إذا شعرت بأن دفاعها سيكون مقنعاً، وإلاّ فإنها تلتزم الصمت، وهو ما يحدث غالباً.
ولو أن الوزارة تؤسس لآلية رقابة حقيقة وجادة وصارمة، فإنها ستشعر كل الإداريين والأطباء والجراحين والممارسين الصحيين العاملين في المستشفى، بأنهم تحت المجهر، وأنها لن تنتظر المريض ليشتكي، أو الإعلام لينتقد، بل ستتخذ موقفاً حازماً لمعاقبة المخطئ أو المقصّر أو المهمل، حتى ولو كان المدير العام التنفيذي.