فهد بن جليد
لا يعلم البعض أن هناك رسامي كاريكاتير (عرباً)، أو من أصول (عربية) على الأقل، يعملون في عدد من الصحف والمجلات الأوروبية والأمريكية، وهذا يعطي دلالة على قدرة (الصحافي العربي) على التعبير الساخر، عن الحالة المعيشية للمجتمع وسلوكياته!
للأسف لم نستفد كعرب ومسلمين من قدرة هؤلاء (الفنانين) على إيصال رسالتنا، والتأثير على المُتلقي في تلك المجتمعات لخدمة (قضايانا العادلة)، والدفاع عن صورة العرب والمسلمين التي تتعرض للتشويه بشكل مستمر، ولاسيما أن الرسالة (الصامتة) تفهمها كُل الشعوب، ولا تحتاج إلى مُترجم، فكل يقرأها ويحلّلها بطريقته الخاصة، وربما أن رسماً (كاريكاتورياً واحداً) يغني عن جهد كبير من أجل تصحيح صورة خاطئة؟!
في عالمنا العربي يحصل رسامو الكاريكاتير عادة على هامش أكبر من حرية التعبير، وكأن ما يُجرّم لفظاً، قد يقبل رسماً وتعبيراً، إما لعدم فهم الرسالة التي يتضمنها الكاريكاتير، أو لعدم الاكتراث أصلاً لتلك الخطوط الساخرة التي ينظر إليها الجمهور عادة وهو (مُبتسم)، أو مُستعد للضحك، والتعليق، لأن الناس لا يتفقون على مغزى مُحدد للفكرة، ويفهمونها بأشكال مُختلفة، وهو ما جعل (الكاريكاتوري) قادراً على تشخيص الحالة، وتصويرها للقارئ، بطريقة أكثر دقة وصراحة ونقداً من الصحافي الأخباري، المُقيد بالرقابة الذاتية، والمطبخ الصحفي!
هذا الفن لم يعد مُقتصراً على وسائل الإعلام التقليدية (الصحف، والمجلات، والتلفاز)، بل أصبح له جمهور عريض في وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي، لأنه رسالة (سريعة وواضحة) للتعبير، تتوافق مع فكرة وسائل التواصل، فالمرور السريع للعين على المحتوى، يُخزن الكثير من المعاني، التي تترك أثراً كبيراً في تغيير المفاهيم!
تخيل معي أن هناك (جيشاً من الرسامين)، يغزون صفحات تويتر، يغرّدون برسوم كاريكاتورية للتعبير عن ثقافتنا، والتعريف بحقيقتنا، بدلاً من التشويه الناتج عن القصور في التعبير اللفظي، الذي يعاني منه معظم (مُغرّدينا)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.