فهد بن جليد
هل تكدُّس المسافرين الذي حدث في مطار الملك فهد الدولي بالدمام، ومطار الملك خالد الدولي بالرياض تحديداً كونهما الأكثر تأثراً بموجة الغبار التي ضربت المملكة، أمر طبيعي يحدث لغيرهما من المطارات العالمية عند تعرضها لظروف جوية مماثلة؟!.
كان بودي أن تكون الإجابة (نعم)، ونرضى جميعاً بأمر الله، وإمكانيات البشر، لكن ذات الظروف ضربت مطارات المنطقة من الكويت إلى دبي، وكان تأثيرها أقل على حركة الطيران، وحتى نكون أكثر دقة، تم التعامل هناك بمهنية عالية، وتم (إرضاء الركاب) بتقديم (المعلومة لهم) قبل تأمين السكن والأكل، بينما مسافرونا، كانوا يعانون الأمرَّين، بسبب الانتظار، مع عدم وجود (خطة طوارئ) فاعلة، فالمسافر لا يعلم البديل؟ أو ما هي الخطوة اللاحقة؟ ومتى سيغادر؟ وأين سينام؟ وماذا سيأكل؟ إلى غير ذلك من الأسئلة المشروعة لأي (مسافر عالق)؟!.
العديد من (العائلات) كانت تعاني، وهناك من أصيب من كبار السن والأطفال (بإعياء) نتيجة عدم وجود أماكن مُخصصة، ومريحة مع طول (وقت الانتظار)، لا أعلم هل نلوم إداراتي المطارين؟ أم نلوم الخطوط التي تتبع لها الرحلات الداخلية والدولية المُتأخرة؟ نتيجة عدم توفيرهم للخدمات اللازمة من سكن ووجبات؟ ووسائل نقل بديلة؟!.
في معظم مطارات العالم يتم مُعالجة الأمر بالتوافق بين خطوط الطيران وإدارة المطار، فكل خطوط طيران مسؤولة عن (ركابها)، حيث يتم (جدولة الرحلات)، وتوفير السكن والرعاية للركاب، وهو ما لم يحدث للأسف الشديد من قبل الخطوط السعودية، وشركة طيران ناس، لا داخلياً في مطارات أخرى مثل مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ولا خارجياً مثلما حدث في مطار دبي، كما أن المسافرين على الخطوط الأجنبية الأخرى، لم يحصلوا على الخدمات اللازمة من تلك الشركات، تفعيلاً للإجراء المُتبع بهذا الخصوص، بتحمل الناقل الجوي، وطواقمه، توفير الرعاية لمسافريهم، مما يترك أكثر من (علامة استفهام) حول جدوى عمل إدارة الأزمات في مطاراتنا؟!.
يمكن لأي خطوط أن تتهرب من مسؤولياتها، لأن شروط وأحكام (الناقل الجوي) مطاطة بما يكفي، بحجة أنها ظروف (خارجة عن الإرادة)، هذا الأمر سيجعل المسافر وجهاً لوجه مع (إدارة المطار) في كل مرة، ما لم يتم الاستفادة من التجربة، بوضع (خطة طوارئ) حقيقية، تضمن عدم تكرار ما حدث؟ أو التخفيف من أضراره على الأقل؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.