فهد بن جليد
نحن في حاجة لبرامج نوعية، وأفكار عملية، من أجل اكتشاف أنواع أخرى من أساليب وطرق التكافل الاجتماعي غير (دفع المال) مباشرة ليد المحتاج والفقير؛ لأن نسبة من سيقومون باستثماره بالشكل الصحيح قد تكون ضئيلة، نتيجة الاحتياج الزائد، وعدم القدرة على تحديد الأولويات؛ ما يعرض (مبلغ المساعدة) للضياع في يد الفقير، نتيجة أن (الشق أكبر من الرقعة) في حياة هؤلاء؟!
مع تغير (نمط الحياة)، وتجدد الظروف والتحديات المعيشية، بات لزاماً على (المحسنين والباذلين) ابتكار طرق جديدة وعادلة لتقديم المعونة والمساعدة لتلك الأسر, بما يضمن تحقيقها للأهداف المرجوة منها؟!
بكل تأكيد لا أدعو إلى أن نكون (أوصياء على المحتاج)، ولا إلى (المنة في العطاء)، أو (جرح كرامة) هذه الفئة الغالية بالسؤال عن مصير المساعدات التي تقدَّم لهم، ولكن لدينا تجارب رائدة لعدد من الجمعيات، تقدم برامج إنسانية متطورة وفاعلة، ساعدت في نهوض الأسر، ومعالجة أوضاعها بالطرق الصحيحة، والاستعانة بخبراء متخصصين من أجل التحفيز على التغيير نحو الأفضل في حياة الأبناء والبنات. ولعل فتوى جواز (شراء الحاسب الآلي) من الزكاة، وتقديمه للأسر المحتاجة (لتأهيل أبنائهم لسوق العمل، وتدريبهم على الأجهزة، وإعطائهم شهادة على ذلك)، التي أجاب بها فضيلة (مفتي المنطقة الشرقية) مؤخراً، إحدى تلك الطرق والأساليب الجديدة على (المساعدة والتكافل)، على اعتبار أن ذلك فيه (إعانة على التكسب، وعدم التطلع لما في أيدي الناس) تبعاً للمثل القائل (لا تعطيني سمكة، ولكن علمني كيف أصطاد)!
الشيخ (خلف المطلق) تحدث بذلك عند زيارته لجمعية (ارتقاء الخيرية للحاسب الآلي) بالخبر، وهي واحدة من الجمعيات المتجددة بالأفكار النيرة. وبالمناسبة، في الرياض وحدها هناك أكثر من (4 أو 5 أكاديميات خيرية)، تدرب طلاب الأسر المحتاجة، وتؤهلهم لسوق العمل بشهادات معتمدة، بل تقدم مكافأة تدريب، ونقل مجاني!
البعض يعتقد أن المساعدة تتم (بالمال فقط)؛ وهو ما جعل المحتاج ينتظر (المال فقط)، وهذا قصور في فَهم عمل الخير؛ لأن المال قد يُصرف لاحتياج آني، بينما البرامج التأهيلية لأبناء وبنات الأسر المحتاجة هي الرهان الذي سيغيّر حياتهم نحو الأفضل؛ ما يتطلب تكثيف مثل هذه البرامج ودعمها!
في صحيح البخاري حديث عظيم، قال فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة الحطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه»!
وعلى دروب الخير نلتقي.