فهد بن جليد
ليس مُستغرباً أن يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس الأول (إن أبوابنا مفتوحة، وآذاننا مفتوحة، وهواتفنا مفتوحة، لمن له منكم رأي أو حاجة، فالله يحييه) فهذا ليس مجرد كلام، بل فعل ثابت معروف ومشهود له حفظه الله، طوال (عقود من الزمن) كان فيها وما زال (مُستمعاً للمواطن)، فاتحاً له مكتبه ومجلسه، في صورة فريدة في العلاقة بين الحاكم وشعبه.
لن تُفلح تلك الأساليب الرخيصة التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام العربية، وبعض المُندسين في وسائط التواصل الاجتماعي، في زعزعة حب السعوديين لوطنهم، وثقتهم في قيادتهم، ولن تغيّر من مواقفهم الثابتة والمشرّفة خلف قيادتهم الحكيمة والحازمة، مهما حاول هؤلاء المُرتزقة التحدث عن (عاصفة الحزم) لصالح أعداء الأمة، ولخدمة مطامعهم، والتقليل من قدرة السعوديين والحلفاء على الحزم والحسم، والتباكي على الخطوة العربية الأهم في العصر الحديث، لصد العدوان، ونصرة الجار!
التاريخ يُسجل للمواطن السعودي من جديد مواقفه الثابتة والمشرِّفة تجاه بلده وقيادته، كما سجلها سابقاً مُنذ عهد المؤسس وحتى اليوم، وهي مواقف فريدة على مستوى الشعوب يتعلّم منها الآخرون كيفية حب الوطن، والثقة في القيادة، وفق تعاليم شرعية، وتقاليد سعودية مُميزة في السمع والطاعة، واللحمة الوطنية، كشعب واع يراهن عليه في أحلك وأصعب الظروف؟!
في أزمة الخليج الثانية لتحرير الكويت كان المواطن السعودي مضرب مثل في التفاني والفداء والتضحية من أجل تراب الوطن، وكان موقفه ثابتاً خلف قيادته رغم (نعيق وزعيق) مثل هذه الأبواق، والصورة تكرَّرت طوال الحرب على (الإرهاب) والتي أظهر فيها المواطن السعودي موقفاً ثابتاً تجاه الأفكار الضالة، وشكل السعوديون وقيادتهم (يداً حديدية) ضربت الإرهاب، في نموذج من الوحدة والتلاحم أشاد به العالم، وقد جرَّب المرجفون والمرتزقة (في يوم من الأيام) محاولة التفرقة بين السعوديين وقيادتهم واسغلال الموجة التي عصفت ببعض البلدان العربية، فقدّم السعوديون درساً للعالم كله في كيفية (الوحدة الحقيقة)، و(المواطنة الصالحة)!
من يجهل سر العلاقة بين (الحاكم والمحكوم) في بلادي، لا يُلام عندما يعتقد أن مثل هذه الأبواق الناعقة، والأساليب الرخيصة، ربما تؤثر بشكل أو بآخر على وحده السعوديين، فهؤلاء لم يقرأوا التاريخ السعودي جيداً، ولم يعرفوا صدق التلاحم بين المواطن وقائده، ولم يستوعبوا الدرس السابق جيداً؟!
نحن نحب وطننا (ديناً ودنيا)، في أعناقنا بيعة صادقه على السمع والطاعة (في المنشط والمكره)، هكذا هم السعوديون جدار صامد، وسد منيع، للمحافظة على الدين، وحماية الوطن!
وعلى دروب الخير نلتقي.