د. خيرية السقاف
اجتمع الناس على أن قرار سلمان الرجل المتمرس عملاً، وفكراً، ووعياً لبدء عاصفة الحزم لنجدة اليمن جاء مثلجاً لصدور الصامتين، والناطقين ممن يعرفون أن العاصفة لا تهيج إلا عندما تحتدم الأسباب، وتوجب حكمة الألباب..
فهذه البلاد تعودت احتواء جميع المواقف التي تبدر من قبل الآخرين..
وتتجاوز عن الكثير من أخطاء بعضهم في حقها،..
ولا تبالي فتبذل في دعمها لمواقفهم..، وتخلص في معونتها لعجزهم، وتصمد في موآزرتها عند حاجتهم..
إلا أن يمس كيانها، ويترصد أحد لسلمها، وينوي طامع في اختراق سيادتها، وأمنها..
عندها تكون العاصفة.. العاصفة..
وإلا أن يستنجد بها من جوارها إخوة، وأهل، وذوي روابط في العقيدة، والدم، والتاريخ، والعلاقات، والجوار..والحضارة، والأممية..
عندها توجب العاصفة.. العاصفة..
«عاصفة حزم»...
ليعلم الطامعون أن مناوراتهم، وأطماعهم تجعلها هذه العاصفة وقوداً للنار تحرقهم،..
وللمقصلة تجزهم..، وللمقبرة تتلقفهم..
فهذا وطن الحزم، والعزم، والموقف..
لا يتخلى بقوته عن قدرته..
ولا يتنازل بطيبته عن أنفته..
ولا يساوم بسلامه على حقه..
وطن لا يختلف قادته وشعبه، جنوده، وعتاده لإشارة منه حين يحزب الموقف ليكون تأديباً، وتنبيهاً في آن..
وطن بهذه الإشارة يهب فيه الجميع..، فلا يطمع فيه أحد..
لأن الكل فيه عرق، ووريد، استجابة، وطاعة..
وهو وطن لا يختلف قادته، وشعبه، وجنوده لاستجابة نداء أخ، وجار، ..
تلبية لحرمة الجيرة، بنخوة الفداء..
العاصفة.. العاصفة..
هبت عاصفة الحزم.. بحزم الفداء، للنجدة كما للإلجام..
فليحفظ الله هذه النخوة، وليمدها بعونه، وحرزه وهداه..
«عاصفة الحزم» درس اجتمع له الأبناء، والجيران، والإخوة،..
وتحركت له الصدور، والنحور، وألسنة تلهج بالدعاء..
ربِّ اجعل اليَمن يُمنا، وسعادة..وسلاماً..، وأماناً..!
وأسبغ عليه نصرك..، واحفظ فيه البلاد..،والعباد..
واحفظ هذا الوطن، ودول الخليج، والعالم العربي، والإسلامي في حرزك، وحمايتك، ونصرك، وتوفيقك..
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مكيناً، عزيزاً منتصراً يارب..
سدد رميته، وعزز قوته، ووفق جنوده، واحفظه.. وأنت خير الحافظين..
اللهم آمين.