د. خيرية السقاف
تأخذ الطموحين موجة إحساس مفعم بالرغبة في العمل الجاد..
بينما السادرون في لهوهم بالوقت يتبلدون..
هؤلاء, وأولئك ينتشرون في الحياة..
الفئة الأولى لا يبالون بما يقول الآخرون عن انهماكهم؛ لأنهم جادون في بلوغ مرماهم..
أما الأخرى فإنهم يتلفتون من حولهم؛ ذلك لأن للفراغ دوياً, وصخباً..!
والمدوُّون هؤلاء عابثون..
يصمُّ الآذان دويُّهم..
بينما المنهمكون في جدِّهم لا يسمع نبضَهم غير أنفسِهم..
فالنبض كامنٌ بكلِّ دقاتِه في مكنون صاحبه..
لكن وقع الصاخبين يصبُّ في آذان من حولهم..!!
فئتان هم الناس..
أما الفئة الوسطى فهم دوماً بين خطين إما إلى.. وإما إلى..
تارة ينبضون, وأخرى يصخبون..!
تارة لأنفسهم وأخرى ضدها..!!
تجد أنك واحد في الناس..
إن اتخذتَ سبيل الجادين تفاعلت مع وجودك..
ورسمت دربك..
واتخذت جادتك..!
وإن مضيت مع الفراغ..
توهمت..
وكبر من حولك الوهم..
وجعجع الفراغ من حولك..
والطرق عادة لا يصنعها المرء, وإنما يتخيرها فيسلك ما يشاء منها..
إما يختصرها بهمته..
أو يعرقلها بتقاعسه..!
اللحظة..
العربة وهي تنهب الطريق..
كان الناس فيه داخل عرباتهم..
وعند مفارقها إما من هؤلاء, أو أولئك..
أو من الذين يتأرجحون..!!