علي الخزيم
هما عاصفة الصحراء في عهد المغفور له بإذن الله الملك فهد بن عبد العزيز التي هدفت لتحرير دولة الكويت عام1991، وهذه التالية (عاصفة الحزم)، التي وجه بهبوبها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أيده الله وجنوده بنصره المؤزر؛ بقرار حاسم حازم لا مجال إزاءه للتردد والتراخي (قررنا ردع التمرد الحوثي باليمن)، ولم يصدر البيان الخليجي إلاّ ونسور الجو بالقوات الملكية السعودية يدكّون معاقل الجماعات الحوثية وقواعدهم ومراكز تسليحهم، فلم تَدْرِ المحطات الفضائية (من خلال متابعتي) من أين تبدأ؛ اهو البيان الحازم أم هبوب عاصفة الحزم ضد الحوثيين أذناب الفرس باليمن السعيد، الذين قلبوا سعده ورغده إلى بؤس وشقاء، فالمبادرة السعودية للاستجابة لنداء الأشقاء باليمن هو لحفظ بلادهم من احتلال فارسي لا يريد بهم ولا بغيرهم خيراً كل همه تنفيذ مخططات وأجندات طائفية حاقدة بمفاهيم عتيقة عفا عليها الزمن يهدف منها إحياء نزاعات وصدامات بين الشعوب يجني منها (كما يحلم) مجد زائف وتاج أراد له الله سبحانه ألا تقوم له قائمة، والمملكة وهي تهب لنجدة الأشقاء فإنما تريد لهم الخيركما تريده لنفسها، لكون العدو المشترك بدأ من ديارهم وعينه على ديار جيرانهم كما هي مطامعه الحاقدة.
وبين عاصفة خير وأختها لعلي أستذكر بعض المواقف، ذلكم أني ليلة العاصفة الأخيرة أتنقل بين محطات التلفزة الإخبارية ألتقط كل جديد بحماس وطني وانتماء ديني فتذكرت محطة وطنية ظننت أنها الأقرب للأخبار المستجدة فإذا بها تتحدث عن (حروف الادغام بغنة وبدونها)! ولأن الادغام كان تلك الساعة يمنياً هربت مسرعاً إلى قناة حية تكاد تنقل الحدث قبل حدوثه، وتذكرت أستاذاً جامعياً كان يروي انه خلال العاصفة الأولى (عاصفة الصحراء) لم تكن الفضائيات بهذه الكثافة وعند هبوب العاصفة كان يبحث عن مصدر محلي يثق به ففتح إحدى موجات الإذاعة وإذا ببرنامج يتحدث عن التأكيد بأنه لم يثبت أن للقط تسعة أرواح، وفي تلك الأيام كثرت النكات حول هذه المتابعات الإخبارية الكسولة، وهي بعكس ما يحدث الآن من سباق إعلامي وراء الحدث ولاسيما وسائل التواصل الاجتماعي، ورحم الله الرائع الدكتور غازي القصيبي الذي ابتدع ما يماثل الهاشتاق (الوسم) الآن حين كان يكتب أيام العاصفة الأولى زاوية يومية بعنوان(بعين العاصفة) كانت محل متابعة كل الأجيال والطبقات لما يقدمه من معلومة وطرفة ومتابعة مُجْملة لأبرز مفارقات الحدث، فكان فذاً بوعيه وفكره ووطنيته وانتمائه، كما ظهرت آنذاك أقلام تتصدى لأكاذيب وافتراءات المغرضين وأراجيفهم في الداخل والخارج، وها هي قد بدأت من الساعات الأولى لعاصفة الحزم، وتخدمهم وسائل لم تكن متوفرة من قبل، وأنها لفرصة لدعوة شبابنا وفتياننا لعدم الإصغاء لهذه الأكاذيب والهرطقات العدوانية الهادفة لتفكيك لحمة المجتمع والإخلال بأمن البلد خدمة لعدو متربص بكل وقاحاته وأحقاده، والمأمول ألا نعمد إلى إعادة وتكرار ما ينشر ويبث من تلكم الرسائل الكاذبة المدسوسة، ثقوا بقيادتكم وكونوا جنوداً أوفياء.