علي الخزيم
قالت العرب: زامر الحيّ لا يُطْرِب، مثل قديم لم يَعُد يُطْرِب مسامعنا هو الآخر لتعودنا على سماعه وتكراره في مناسبات ومواقف مختلفة، كذلك هي إنجازاتنا الوطنية على كافة المستويات والأصعدة، اعتدنا على زَخْمها (بسكون الخاء وليس كسرها حتى لا ينقلب المعنى) وكثافتها فلم نَعُد ننبهر بأضوائها وأنبائها المتداولة عبر الفضاء الإعلامي، كميسور الحال لا يعرف معنى الجوع إلا عند الصيام، أو حين نسافر من بلادنا الزاخرة بالإنجازات إلى بلد لم يَنَلْ حظّاً وافراً منها فتُلْفت انتباهنا الأوضاع المشاهدة حولنا فنستذكر ديارنا وما تنعم به من نهضة شاملة على يد قيادة رشيدة وحكومة مُخْلصة، ومهما كان حجم الإنجاز فهو البدايات والقادم افضل بإذن الله بتضافر جهود النابهين المتطلعين لآفاق أرحب، وتسمع في مجالس القوم ومنتدياتهم من يُشيد بإنجازات إقليمية ودولية يَرِد ذكرها إعلامياً وكأنه يتحسّر على عدم تحققها في بلادنا، والسبب الظاهر أنه يجلس أمام الشاشة أو يتعامل مع جهازه الخاص فيشاهد ما يتم عرضه فيعجبه ولم يتنبه إلى أن ما حوله من إنجازات وطنية قد تُضَاهي أو تتفوق على تلك الملامح المعروضة، فإما أننا ننبهر بالإعلام الخارجي فقط ونشاهد عروضه، أو أن في بعض أجهزتنا الإعلامية شيء من القصور والتراخي عن إبراز المنجزات الوطنية، أو أنها تجتهد لذلك مع انعدام وسائل الجذب والتشويق للمشاهدة المحلية، وثمّت ميول شبابية مُغرقة في الاتجاه الرياضي والطربي بمتابعة كل جديد عنهما لاسيما كرة القدم ومتابعة أخبار فن الغناء والطرب، وذلك على حساب أشياء هامة في حياتنا لا بد للشباب من الاطلاع عليها ومعرفة تحققها كإنجازات وطنية جُعِلت لخدمتهم وخدمة الأجيال من بعدهم، فليس من المنطق أن نعرف كل شيء عن مجال محدد ونهمل كل شيء عن مجالات أخرى ضرورية لحياتنا.
إليكم مثالاً سهلاً قريب المتناول وهو انعقاد (فعاليات اجتماع طب العيون السعودي 2015) برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن أحمد رئيس الجمعية السعودية لطب العيون، الاثنين الماضي وبتنظيم من مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض في إطار جهود حثيثة متواصلة يبذلها المدير العام التنفيذي للمستشفى الدكتور (عبد الإله الطويرقي) والقامات النشطة العاملة معه في سير حثيث نحو مزيد من إنجازات ليست مستغربة منهم، ومثال آخر جدير بالاهتمام حدث مؤخراً هو (التمرين التعبوي الأول المشترك للقطاعات الأمنية: وطن 85)، بمشاركة قوات الطوارئ وأمن المنشآت والدفاع المدني والجوازات وطيران الأمن وحرس الحدود، لتحقيق هدف وزارة الداخلية لتطوير الأداء لأي تهديد قائم أو محتمل، ولرفع مستوى التنسيق بين القطاعات ذات العلاقة، مثال آخر لا يقل أهمية ويدعو كل مواطن للفخر، هو ما حدث يومي السبت والأحد 28 فبراير والأول من مارس من فصل للتوائم السيامية من دولتين عربيتين بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بوزارة الحرس الوطني بالرياض، وقد تحقق هنا فصل 37 من التوائم من 19 دولة، فما تلكم إلاّ أمثلة؛ وإن هي إلاّ دعوة للتأمل.