إبراهيم بن سعد الماجد
في زيارة لها دلالات مهمة، قام وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بزيارة غير عادية للحدود الجنوبية تفقد خلالها القوات المنتشرة في أكثر من مكان من حدودنا الجنوبية، وأمر بإنشاءات لها أيضاً دلالات في غاية الأهمية خاصة في هذه الأيَّام العصيبة التي تمر بها المنطقة.
الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - من العاصمة الرياض كان يعلن أن هذه البلاد لن تحيد عن تحكيم الشريعة الإسلامية، وأن لا سلطان على القضاء إلا سلطان الشريعة، توافق ليس بعجيب،
وإنما هو إثبات لقوة هذه البلاد، هذه القوة الحقيقية، قوة العقيدة الإسلامية التي قامت عليها بلادنا منذ تأسيسها الأول على يدي الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - مروراً بالدولة الثانية وانتهاء بدولة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - الذي جاء حاملاً مصحفه وسيفه في رسالة صريحة بأنه لا حكم في هذه الأرض إلا لحكم الله، فكان مجلسه المتكرر في اليوم والليلة يستفتح بالقرآن الكريم وبحديث سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه.
المواطن في أكثر من مكان يحتفل بأكثر من مكرمة ملكية سواء ما صدر بشأن تعيينات أمراء لبعض المناطق، أو ما صدر من تعديلات في أنظمة وتشريعات كلها جاءت لخدمة المواطن والرقي بهذا الوطن الذي هو وطن وقبلة كل المسلمين.
ثلاث فقرات لهذه المقالة أردت أن أصل من خلالها إلى نقطة هي القوة الحقيقية لهذا الوطن تمثلت في تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز على تمسك هذه البلاد بالشريعة بشكل قطعي لا يقبل المناورة ولا يقبل المجادلة ولا المساومة، وزيارة سمو وزير الدفاع للحدود الجنوبية وإعلانه من هناك عن نهضة عسكرية مستحقة لهذا الجزء من الوطن، لأصل لهذا الموطن الذي يعيش حالة من اللحمة مع قيادته من خلال أمراء المناطق الذين يعيشون وهذا الشعب الوفي حالة من الانصهار المبهر، عبروا في أكثر من مناسبة عن حبهم وعن وحدتهم وعن فدائهم لقيادتهم وإرخاص دماءهم في سبيل هذا الوطن قبلة المسلمين ومبعث سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلَّم - .
ملك صارم صادق مع الله، وقوة عسكرية مجهزة معنوياً ومادياً، وشعبٌ صادق في ولائه مخلصٌ في عطائه ، تلك هي قوة هذه البلاد الضاربة التي لن يستطيع عدو - بإذن لله - النيل منها.
قوتنا الحقيقية قوة إيمانية ترتكز على ثقتنا بالله سبحانه وتعالى أولاً ومن ثم ما توليه القيادة من دعم كبير للقطاعات العسكرية، هذا الدعم المتمثل في الدعم المعنوي أولاً الذي يأتي من خلال هذه الزيارات لوزير الدفاع لرجال الجيش في أنحاء المملكة المترامية الأطراف، وما تلقاه المؤسسة العسكرية من دعم تقني متقدم يجعلها في مقدمة الجيوش الأكثر تطوراً وتقدماً.
بلادنا محفوظة - بإذن لله - ما دمنا نفعل ما نقول تمسكاً بشريعتنا السمحة ولحمتنا الوطنية الصلبة.
والله المستعان.