رقية الهويريني
تنشر الصحف أخباراً مؤلمة، ويكتب الكتّاب مقالات مؤثّرة، والدفاع المدني يوجّه ويحذّر، ولكن دون مجيب! ففي العام الماضي حصلت كوارث إثر سقوط الأمطار سواء بسبب الاحتجاز أو التعرض للغرق والموت!
ولأن بلادنا تعيش خلال هذه الأيام أجواء ربيعية غاية في الروعة، فالمتعة قائمة وعواقبها سليمة طالما نستمتع بها في منازلنا وفي أماكن آمنة. ولكن أن يقلبها بعض الناس لمغامرة غير محمودة العواقب فإنها حتماً ستتحول لكارثة.
ومن يتابع وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي؛ يلحظ تحذيرات مصلحة الأرصاد العامة والبيئة، ويقرأ عن تنبيهات الدفاع المدني وحثهم أفراد المجتمع على توخي الحذر ونهج السلامة وعدم التوغل في الأودية ومواطن السيول، ولكن المفاجأة ما يمكن أن نسمعه في الأيام القادمة من علوق بعض الناس والسيارات في أماكن مجهولة وتعرضهم للخطر، وهو ما يفقد هذه التنبيهات وتلك التحذيرات أهميتها.
وبالمناسبة، فأنا لا أجيد هنا سوى لغة التحذير من مغبة التنزه في أماكن خطرة، برغم أن المدنية التي نعيشها والرفاهية التي اصطبغت بها حياتنا جعلت الخروج للبر وما يصاحبه من مشقة ليس بالمتعة الكاملة خصوصاً للجيل الجديد، عدا عن الشباب الذين يعمد بعضهم إما لترك فصولهم الدراسية أو أعمالهم الوظيفية بحجة الاستمتاع بتلك الأجواء بطريقتهم الخاصة! وهو في الواقع إما للابتعاد عن الرقابة الأسرية أو الهروب من المسؤولية. والمؤسف حينما يخرج أرباب الأسر ويتركون أبناءهم في رعاية أمهاتهم، وتراهم يتندرون في جلساتهم البرية على قلة عقل المرأة ونقص دينها!!
ولأن الثقافة البرية وما يرافقها من التنصّل عن المسؤولية تكاد تعم معظم الرجال؛ فإن مقالي هذا قد يدخل في حيز المرفوض فيما يتعلّق بقراءته، ناهيك عن المناقشة في فحواه، ولكن يظل الواجب المهني الذي يفرض عليَّ أن أكتب عمَّا أراه خطراً على مجتمعي، وربما أكتب العام القادم - بإذن الله- عن ذات الموضوع مع ما يستجد من مغامرات هذا العام ما لم يكف الطائشون من أبناء وطني عن تهورهم في التنزه المشوب بالخطر والغرق والفقد.
وإني لأرجو أن تعودوا لأحداث العام الماضي فتقرؤوا عن حالات الغرق والسقوط بالآبار، وحالات الإعلان عن فقدان بعض الأشخاص ممن احتجزتهم السيول.
وبقليلٍ من الوعي وكثيرٍ من الحذر، تمضي حياتنا بأمن وسلام، وربيع جميل بوجودكم وسلامتكم.