رقية الهويريني
يأتي يوم الأم العالمي كأحد الأيام الجميلة أسوة بأيام أخرى يسعى العالم للتذكير بها لأهميتها. بينما يسعى التجار وأصحاب المحلات والبائعون إلى الاستفادة من بعض المناسبات الاجتماعية التي تمس الأسرة بالتحديد أو الوطن لعرض منتجاتهم والتسويق لها.
وقد يشعر بعض الناس بحساسية الأمر والحرج عند الحديث عنه، وأن له مساساً بالشريعة الإسلامية باعتبار أنه لا يوجد إلا عيدان للمسلمين وهو أمر صحيح لا شك فيه، ولكن لو نظرنا لهذا اليوم باعتباره يوماً وليس عيداً، فإن التساؤل الملّح: لم نقاومه بعنف أو امتعاض أو شعور بالتغريب والمؤامرة؟ ولو كان مروره بسلام لكان يوماً جميلاً كيوم الوطن الذي قاومه الكثير حتى أصبح يوماً باسماً ومريحاً يتمتع به كل سكان الوطن (مواطنين ومقيمين) بإجازة لذيذة يسترخون فيه ويحمدون الله على نعمة الأمن والنماء والخير وإقامة شريعتنا بسلام، رغم أن حب الوطن لا يختزل بيوم ولا بسنة.
إن القلب ليتقطع ألماً عندما تنشر الصحف وتنقل قنوات التواصل الاجتماعي أخباراً مؤذية حول أبناء عاقين اعتدوا على أمهاتهم بالإيذاء أو النكران أو الضرب وقد يصل إلى القتل؛ وتمر تلك الأخبار كغيرها دون أن تثير حنق الناس أو شجبهم أو استنكارهم! بينما يعد الأمر غير مرغوب حينما يحدد يوم يقام فيه تكريماً لها وبراً بها واعترافاً بفضلها ومنحها هدية تخلدها بيوم وتاريخ محدد.
وطالما لا توجد أي مظاهر شاذة أو غير طبيعية أو تعارض الشريعة في يوم الأم؛ فإنه من الجميل أن يتسابق جميع أبناء العالم فيبدون مشاعرهم نحو أمهاتهم بصورة ظاهرية استثنائية ومضاعفة بيوم محدد عالمياً هو 21 مارس من كل عام وهو يوم يتسم باعتدال الطقس وبداية فصل الربيع، كما أنه يرمز للتفتح والصفاء والمشاعر الجميلة، حتى لو اتفقنا أن الأبناء حتما يحملون لأمهاتهم من المشاعر والحب والامتنان ما تعجز جميع الأيام أن توفيه، فحق الأم كبير وبرها واجب. ونحمد الله أننا مسلمون أمرنا شرعنا بالعناية بها كل يوم و.. دوم!
حفظ المولى الأمهات الأحياء ومتعهن بالصحة، ورزقهن بر أبنائهن، ورحم الله والدتي وأمهات العالم الراحلات.