عبد الكريم الجاسر
تجربة العمل في نادي الهلال بالنسبة لي يمكن اعتبارها نهاية حقبة زمنية عايشت خلالها زعيم الكرة السعودية منذ أن كنت طفلاً صغيرًا وحتى وقتنا الحاضر، ولذلك فقد تميزت في جانب منها بالحب الكبير والعشق لهذا الكيان الكبير والمتعة في خدمته.
ومن جانب آخر.. فليس كل محب يستطيع أن يخدم ناديه الذي أحبه بكل صدق وإخلاص.. وهذا الجانب المهم بالنسبة لي في هذه التجربة المنقضية مؤخرًا.
لن أتحدث عن فترة العمل في النادي لأنها انتهت بخيرها وشرها وحلوها ومرها لكنها فتحت لي آفاقًا واسعة جدًا لم تكن لتتحقق لو لم تسنح لي الفرصة في العمل داخل النادي، فالعمل في الأندية يختلف تمامًا عمّا يدور خارجها، فليس من سمع كمن رأى وبالنسبة لي كنت في الجانبين جانب (المنظر) من خارج النادي.. و(الممارس) داخل النادي، ولذلك فقد عايشت الجانبين وبينهما اختلاف كبير جدًا جدًا بين الواقع والمفترض وهو في الغالب يصب في مصلحة جانب من هم داخل الأندية لأنهم يعملون من واقع مختلف جدًا عن النظرة الخارجية.
ولذلك فقد اقتنعت تمامًا برأي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب وهو يطالبني بالاستمرار في الكتابة الصحفية قائلاً: إنك الآن أكثر مقدرة على تقديم الرأي الصحيح والواقعي أكثر من ذي قبل بعد تجربة العمل في النادي ولذلك فيجب أن تستمر لحاجة الوسط الرياضي للرأي الصائب المنطلق من الواقع الحقيقي للرياضة السعودية وللعمل داخل الأندية.. وهذا ما كان اعتبارًا من اليوم للعودة مجددًا لبيتي الكبير جريدة الجزيرة، حيث إن عودتي للكتابة مجددًا لم تكن لتتم بعد التردد الذي عشته مؤخرًا لولا إصرار العزيز أبي مشعل الأستاذ محمد العبدي رفيق العمر الذي قضيت معه وبجانبه أكثر من 20 عامًا في العمل الصحفي الرياضي.
انتفاضة الأهلي
أطاحت الانتفاضة الأهلاوية بمتصدر الدوري النصر في شوط واحد قلب خلاله الأهلاويون الدوري رأسًا على عقب وفتحوا مجال المنافسة مجددًا مع النصر الذي كان يسير بثقة وقوة نحو اللقب الثاني على التوالي.. فما فعله الأهلي بالنصر وتحويل خسارته بهدفين دون رد إلى فوز بالأربعة يمكن تسميته بزلزال أهلاوي ضرب الدوري السعودي كاملاً وأعاد القوة والإثارة للدوري وأكَّدوا للجميع أن اللقب ما زال في الملعب وليس في خزائن النصر.
- الإرادة الأهلاوية القوية في اللقاء خلفها عمل كبير لإدارة الأهلي وجهازه الفني ولاعبيه ورغبة كيبرة في التمسك بأمل الفوز باللقب الذي لم يعد صعبًا، كما كان من قبل وأصبح بإمكان أي فريق تحقيقه متى كان هناك عمل جاد وتضحية من الجميع واتفاق على هدف واحد وهو مصلحة النادي وهذا ما حدث سابقًا للفتح ومن بعده النصر ولأن الأهلي يسير في نفس الطريق بقي أمر مهم جدًا جدًا حتى تتحقق العدالة أمام الجميع وهو متابعة التحكيم والحكام ومحاسبتهم وتحذيرهم خلال الفترة القادمة من أي انجراف أو دخول في المنافسة الدائرة حاليًا بين الفرق من خلال الرضوخ للضغوط والحسابات واتخاذ القرارات بناء عليها، لأن هذا سيدمر المنافسات ويسمح للتأويلات أن تظهر على السطح خصوصًا تجاه رئيس اللجنة الأستاذ عمر المهنا الذي حتى الآن من وجهة نظري الشخصية لم يستطع أن يقنع الوسط الرياضي بقدرته على قيادة اللجنة والحكام ومحاسبتهم وانتقاد البعيدين منهم عن الميول!
لمسات
- في لقاء الهلال والشباب كان منظر المدرجات مخجلاً وهي تقسم بشكل بعيد عن الهدف الأسمى للرياضة وتصور الجماهير كأنهم أعداء خوفًا من احتكاكهم ببعضهم البعض في حين أن المباراة عادية جدًا وليس فيها مؤثر أو احتمال لأي أعمال شغب واحتكاكات لكنها ثقافة خاصة بنا زارها تهيىء الجماهير العدائية تجاه بعضهم البعض بعملية الفصل هذه، فالأصل هو الدمج والمراقبة واعتبارهم إخوة ورياضيين لا أعداء متحاربين!
- يبدو لي أن المدرب الهلالي الجديد السيد دونيس بدأ فعلاً يعرف إمكانات لاعبيه ويسيطر على المجموعة فنيًا وإداريًا بشكل جيد، قد يتمكن معه من الاستمرار للموسم المقبل.. خصوصًا أن الفريق بدأ يتعافى تدريجيًا من نكسة الخروج من كأس ولي العهد.
- أسوأ أنواع التعصب هو الموجود لدى مخرجي ومعلقي المباريات، فحين يكون المخرج متعصبًا تجده يجتهد في إظهار فريقه وكأنه مظلوم تحكيميًا من خلال اختيار لقطات معينة للتركيز عليها وإعادتها وتجاهل المشكوك فيها ضد فريقه بعدم الإعادة أما الجماهير والتعامل مع وجودها فهذه حكاية أخرى مقززة حين نجده اللقطات والخلفيات والمتابعة الدقيقة لفريقه المفضل وتجاهل المنافس وجماهيره وكأنه فريق زائر!