عثمان أبوبكر مالي
لم أتعوّد جعل مساحة الكتابة التي تمنح لي هنا للحديث عن نفسي أو عن موضوع شخصي له علاقة مباشرة بي؛ لكنني في مقال اليوم مضطر آسفاً أن أفعل ذلك، وسيعذرني الزميل مدير التحرير، بل إنه سيدعم موقفي وسيقف مع الخطوات التي سأقدم عليها للحصول على حقي الأدبي، لأن الموضوع يتعلق بمبدأ إعلامي وحق أدبي يحرص عليه وكل قيادات الصحيفة.
يوم أمس نشرت الزميلة صحيفة (الرياضية) مشكورة تقريراً صحفياً كان عنوانه (سرقة السد العالي) كتب فيه الزميل محمد العاصمي عن (أغرب عملية قص ولصق) قام بها مؤلف كتاب رياضي، هو كتاب (السد العالي والقائد المثالي) والذي يتم توزيعه في المناسبات الرياضية الاتحادية، واستطاع الزملاء بعد حصولهم على الكتاب اكتشاف أنه شبيه لكتاب سابق يحمل نفس المسمى هو كتاب (السد العالي كابتن الاتحاد أحمد جميل) وهو من تأليفي وطبع في مؤسسة صحفية كبرى للطباعة والنشر في جدة قبل أحد عشر عاماً، بينما صدر الكتاب الآخر قبل ثلاث سنوات، واستطاع الزملاء بحسهم الصحفي التعرف على أن الكتاب الثاني هو صورة (طبق الأصل) من كتابي الذي صدر قبله بسبع سنوات، أخذت منه كامل المعلومات التاريخية والسردية والوثائق الخاصة والأرقام والجداول بطريقة (القص والصق) وكذلك الصور العامة والخاصة، حتى الإخراج للكتاب كان هو نفسه، ويمكن بسهولة جداً ومن أول نظرة الوصول إلى أن العملية (سرقة فكرية) واضحة مع سبق الإصرار والترصد، قام بها مؤلف الكتاب الثاني، ولم يحتج الزميل العاصمي (كما كتب) إلى أكثر من خمس دقائق فقط ليتأكد أن الكتاب الثاني (ملطوش) جملة وتفصيلاً.. ومؤكد لديّ أنه أُخذ (أصل) كتابي الموجود في المؤسسة التي طبع فيها ومن جهاز (كمبيوتر) مخرجه، وهي -مع الأسف- مؤسسة كبيرة وعملاقة لها فضل كبير عليّ شخصياً، ولابد أن هناك من ساعده في ذلك من العاملين فيها، ولأن الكتاب (موثق) والحمد لله، وطبقت فيه الإجراءات الرسمية لإجازته وتوثيقه في وزارة الإعلام (فرع جدة) بالحصول على اعتماد وأذن طباعه وإذن فسح والحصول من مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض على (فهرسة) ورقم إيداع و(ردمك) فإن حقوقي محفوظة في ذلك؛ ولن أتنازل عنها وسأخذ فيها الخطوات المطلوبة، وواثق أنني سأنصف في وزارة الإعلام.
كلام مشفر
* (السد العالي) الأول والأساس صدر عام 1425هـ (2004)م من مؤسسة صحفية كبرى للطباعة والنشر، بينما صدر الكتاب الآخر عام 2011م ، والموضوع بيّن جداً، ولا يحتاج إلى جدال أو عبط، على طريقة من سبق من البيضة أم الدجاجة؟!.
* والكتاب لم يكن مادياً، فلم يكن مخصصاً للبيع وإنما للتوزيع المجاني في حفل اعتزال أحمد جميل وقد بذلت فيه جهداً كبيراً من أجل الوصول إلى أكبر قدر من المعلومات الهامة والخاصة وغير المعروفة من أجل أن يكون لائقاً بصاحبه وباسمي وليكون (هديتي) لصديق ونجم عزيز في يوم اعتزاله.
* الحمد لله (السد العالي) ليس كتابي الأول فقد سبقه كتاب (الحاسة السادسة) وهو ليس كتابي الأخير فقد جاء بعده كتاب (الدنبوشي) وهذا فقط معلومة لمن لا يعرفون وقد يظنون فيما كتبت تضخيم أو دعاية أو بحث عن ما لا أستحق.
* عمليات (سرقة) الكتب أصبحت تتكرر وتتسع وتعج في وقت تعاني منه المكتبة السعودية خاصة الرياضية من شح المؤلفات والإصدارات الرياضية الخاصة، وكان ذلك حديث بعض الكتاب والصحف الرياضية وتقاريرها أثناء المعرض.
* كنا نشكو من عمليات (القص واللصق) التي تحدث من بعض الصحف الإلكترونية للأخبار والتقارير الصحفية والانفردات في التحقيقات والأخبار الاجتماعية من الصحف الورقية اليومية ولم يتم التعامل معها كما يجب ويبدو أن العملية تتوسع.
* أسباب عديدة تقف وراء ندرة التأليف والكتاب الرياضي، من أهمها انعدام المردود المادي وضعف ووقتية التقدير و(ضياع) حقوق الباحثين والمؤلفين، وعندما يضاف إليها (السرقة) الفاضحة والمكشوفة يصبح التفكير في التأليف الرياضي هو نوع من الجنون.
* وسيستمر الحال على ما هو عليه إذا استمر صمت الجهات الرسمية واستمر التنازل عن الحقوق وتمييع القضايا فتضيع الجهود ويحبط الملهمون الراغبون في البحث والتوثيق والتأليف، ويبقى الحال على ما هو عليه مالم يكن هناك وقفة وردع وضرب بيد من حديد لأولئك اللصوص العابثين.