سعد الدوسري
نطالع باستمرار تقارير إعلامية عن الجمعيات الخيرية للزواج والتنمية الأسرية في عدد من مناطق المملكة، وعن الخدمات التي تُقدّمها للأزواج الجدد أو للأسر المحتاجة. وينبغي أن نؤكد أننا بحاجة ماسّة إلى تعميم تجارب هذه الجمعيات في كل المدن الكبيرة والصغيرة. نحتاج إلى العديد من الجمعيات في المدينة الواحدة، وليس إلى مجرد جمعية واحدة، فهناك من الموسرين الذين يبحثون عن أوجه الإنفاق، فلا يجدون أمامهم سوى تلك التقليدية المكررة التي يتجه إليها الجميع. وليتهم يفكرون ولو قليلاً في حال هؤلاء الشباب الذين هم بأشد الاحتياج إلى من يعينهم على البدء بحياة جديدة، قد تنتج مجتمعاً صغيراً عظيماً.
لقد أفرز الإطلاعُ على تجارب الآخرين هذا النمطَ من التفكير، نمط التوجه للمساحات الخيرية المهملة، وعلينا جميعاً أن نشجع وندعم هذا التوجه، لأنه في النهاية يحقق أمرين؛ الأمر الأول مساعدة فئات ليست مدعومة بالشكل الكافي، والأمر الثاني جذب اهتمام الموسرين المعتادين على شكل واحد من الإنفاق، إلى أشكال جديدة أكثر جدوى وفاعلية. ونكون بذلك قد أسهمنا في تثقيف المجتمع بكامله، باحتياجات كل الشرائح التي تعيش فيه. فالشاب الذي لا يجد مالاً يعينه على الزواج، أهم من بناء بئر في مدينة لا نعرف موقعها على الخارطة، وقد يكون هناك الآف المتبرعين لحفر هذه البئر الصغيرة!.
إنَّ مكتبة الحي وحديقة الحي وجماعة تقوية تلاميذ المراحل الابتدائية والمتوسطة، الملعب ومركز تدريب الفتيات، كلها أوجه لا نفكر بها، كما نفكر بتلك البئر!