عثمان أبوبكر مالي
رغم أننا في منتصف الموسم الكروي، أو تجاوزناه قليلاً إلا أن مقولة الإرهاق بدأت تنتشر وتتردد من قبل مسؤولي بعض الأندية السعودية المنافسة على البطولات والممثلة للكرة السعودية خارجياً، وبطريقة استفزازية، وصلت إلى درجة المطالبة بعدم استدعاء لآعبيها لقائمة المنتخب الوطني في الاستحقاقات القادمة، وتحديداً تجمعات أيام الـ(فيفا)، والحجة في ذلك مصلحة الكرة السعودية، وهي كلمة حق أريد بها باطل، أما الحقيقة فواضحة وهي ليست سوى مصلحة تلك الأندية التي تريد المحافظة على لاعبيها ليتسنى لها المشاركة في كل البطولات وحصد كل الألقاب (وطز) في المنتخب.
إذا كان الخوف بالفعل هو من الإرهاق، فلماذا لا يحدث العكس من الأندية الخائفة والحريصة على لاعبيها؟.. لماذا لا توقف مشاركتهم في بعض البطولات المحلية وتفرغهم للمشاركة الخارجية مع النادي والمنتخب فقط، وتزهد في (الدوري) أو على الأقل البطولة المحلية الأخري (كأس الملك) فتشارك بلاعبي الصف الثاني (الاحتياط) ولاعبي الفرق السنية الشباب والأولمبي؟!.
هل يجرؤ رئيس نادٍ من الأندية الكبيرة الخروج إلى جماهير ناديه ليقول لهم: قررت منع مدرب الفريق من إشراك اللاعبين الكبار النجوم في مباريات الدوري وتفريغهم للمشاركة الخارجية آسيوياً لمصلحة الكرة السعودية؟!.. إطلاقاً لا يستطيع ولو فعلها لوجد حملة ضارية ورفضاً تاماً ولانتشرت (الهاشتاقات) ضده فيتراجع بعد ساعة واحدة أو يقدم استقالته ويترك مقعده.
وهناك أمر آخر له علاقة بالإنصاف والعدل والحياد وهو ما ذنب الأندية الأخرى التي كانت في السنوات والمواسم الماضية تشارك في البطولات المحلية وتمثل الكرة السعودية خارجياً ويستدعى أكبر عدد من لاعبيها لكل استحقاقات ومشاركات المنتخب، إلى درجة أننا رأينا لاعبين مصابين يستدعون وإصاباتهم بيّنه، وهناك لاعبين استدعوا وذهبوا إلى معسكر المنتخب (بعكازاتهم) وكل ذلك للتأكد من أنهم بالفعل غير قادرين على المشاركة معه بسبب الأصابة وليس بفعل الإرهاق!!.. فهل حلال على أندية حرام على أخرى؟!.
إنّ البطولات تحتاج إلى فعل، وإلى ثمن وإلى تضحيات يدفعها الفريق الذي يريد أن يحققها، وأهمها أن يكون قوياً على المستطيل الأخضر وعلى دكة البدلاء وأن يكون صاحب نفس طويل، ومن لا يملك ذلك أو لا يستطيعه فإن عليه أن يحدد أولوياته ويختار مشاركات لاعبيه ويقول لبعض البطولات (طز) وليس للمنتخب.
كلام مشفر
* على عكس ما يراه مسؤولو بعض أنديتنا؛ في كل العالم يرى لاعب كرة القدم المحترف استدعاءه لمنتخبه رفعاً لقيمته الأدائية والكروية والشخصية، ويغضب ويثور بعض اللاعبين عند عدم استدعائهم إذا كان الأسباب غير رياضية، ويجاهرون بذلك علناً عبر وسائل الإعلام.
* بل إن هناك لاعبين محترفين خارج أوطانهم تركوا الفرق الكبيرة التي يلعبون لها عندما يضعهم مدربوهم على دكة البدلاء لمعرفتهم أن عدم اشتراكهم في المباريات وفي القائمة الأساسية للفرق التي يحترفون فيها تعني حرمانهم من الاستدعاء وارتداء قمصان منتخباتهم.
* والأمر يتجاوز ذلك إلى أنه يرفض لاعبون عقوداً ضخمة في دوريات تعد ضعيفة قياساً بكرة بلادهم، لأن ذلك يعني أن لا يكونوا تحت أنظار الجهاز الفني للمنتخب، وأحياناً يلغي لاعب عقده مع فريق في دولة بعيدة عندما يلمس اهتماماً من مدرب منتخب بلده ويختار فريقاً في بلده ليكون قريباً وتحت نظر المدرب.. و(على سبيل المثال) فعلها قبل موسمين مع الهلال لاعبه البرازيلي (تياغو نفيز) عندما غادر إلى فريق فلومينزي طموحاً في المنتخب.
* إذا تجاوب الاتحاد السعودي لكرة القدم مع رغبة بعض رؤساء الأندية عدم استدعاء اللاعبين المحليين النجوم في الأندية الكبيرة إلى المنتخب أيام الـ(فيفا) لعدم إرهاقهم أو تعرضهم للأصابة، فهل تستطيع الأندية أن تمنع أو تحصل على نفس القرار للاعبيها من المحترفين غير السعوديين من منتخباتهم؟!.
* في الموسم الماضي حقق فريق النصر (ثنائية) الموسم بقوة وجدارة وفي عز الموسم كان مسؤولوه وبعض جماهيره وإعلامه يتضايقون من عدم استدعاء بعض لاعبي الفريق لقائمة المنتخب في المشاركات المختلفة، ويتذمرون من عدم إشراك من يستدع منهم في القائمة الأساسية ومنحهم شرف ارتداء شعار الوطن.
* في عام 2004م شارك فريق الاتحاد لكرة القدم في البطولات المحلية ونافس عليها وكان ثاني الدوري السعودي وحقق لقب البطولة الآسوية بحلتها الجديدة وحقق كأس البطولة العربية من أمام فريق الصفاقس التونسي وبطولة السوبر المصري السعودي من أمام الأهلي المصري.
* في ذلك العام كانت قوائم المنتخب السعودي الأول لكرة القدم تضم أكبر عدد من لاعبي الفريق في كل مرة، ووصل العدد في إحدى الاستدعاءات إلى أحد عشر (11) لاعباً بالتمام والكمال، ولم يعترض أو يرفض أو يشتكي أو يطلب الاتحاديون (حرمان) المنتخب من لاعبي فريقهم.