سعد الدوسري
أشعر بكثير من البهجة، حينما أتابع منتجاً فكرياً أو إعلامياً يتضمن وفاءً لعلم أو رائد من رواد الثقافة أو الفكر أو الدعوة.. ومؤخراً، تابعت حساب الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - على تويتر، وهو الذي شببنا على برنامجه التلفزيوني الأسبوعي «نور وهداية» وبرامجه الإذاعية ومقالاته الصحفية.. وكان رمزاً من رموز البساطة والعفوية والوسطية والغزارة العلمية والفكرية.
القائمون على حساب الشيخ الطنطاوي يختارون مقاطع من مقالاته، لكي ينشروها في حسابه، تعميماً للفائدة، وهذا أمر يُشكرون عليه.. ولقد لفتت نظري هذه التغريدة المنشورة على لسانه:
- وقفت في سوق الرياض القديم على تاجر شيخ نجدي، فسألته عن بضاعة معروضة كم ثمنها؟.. فقال: كذا، ولكن عند جاري هناك أجود منها وأرخص!
علامة التعجب موجودة في النص الأساسي.
الواقعة ليست بعيدة جداً. نحن نتحدث عن الستينيات أوائل السبعينيات، فماذا حصل منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم؟!.. لماذا صار التاجر يبيع لأهله الطعام الفاسد والسيارة غير الآمنة والمبنى غير المطابق للمواصفات؟!.. لماذا هذا اللهاث وراء المال، ولو على حساب حياة الناس؟!.. لماذا فقدت الأسرة ترابطها وفقدَ المجتمع أواصره بسبب التزاحم خلف المظاهر، إلى الدرجة التي صار فيها وجود مثل هذا الشيخ استثناءً؟!.. لماذا لم نعد نسمع جملة «الدنيا لسه بخير» إلاّ نادراً؟!.. لماذا كل ما هو جميل، صرنا نضع عليه ملصق «زمن الطيبين»؟!.. هل فاتتنا فرصة أن نرمم ما هدمه الزمن المادي؟!.. هل لن تكون هناك عودة للزمن الجميل؟!