مساعد بن سعيد آل بخات
عادةً.. البداية المُتقَنة القوية تحمل في طياتها القدرة على الصمود في وجه المعوقات, وتؤدي إلى مواصلة الإبداع في العمل, وتُشجع على القناعة في الاستمرار والبحث عن الأفضل, فالحماس المناسب ينعكس بقوة على بداية العمل والنشاط, ويتحقق هذا الأمر من خلال الحب والممارسة لهذا لأمر الذي تُقْدِم على إنجازه.
وهذا ما لاحظناه على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عند توليه الحكم.
فبعد انتهاء فترة عزاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز «رحمه الله» أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مجموعة أوامر ملكية تهدف إلى خدمة الدين والوطن, ورفع مستوى الأفراد.
ولمعرفة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأن وجود القائد المحفز في الجماعة له دورٌ كبير في رفع معنوياتهم ودعم ثقتهم بأنفسهم, فالقائد يستطيع أن يؤثر في أفراد جماعته, كما أنَّ أفراد الجماعة يتأثرون بقائدهم لأنهم يعدونه مصدرَ قدوةٍ لهم.
فنجد بأنه تارةً أهدى المواطنين مكافأة راتبين, وتارةً أخرى كرَّمَ الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية, ولم يَغِب عن مخيلته تكريم القنصل خالد الظاهري فقَلَّدَهُ وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة, واختتم ذلك التحفيز والتكريم في قصر اليمامة بكلمةٍ ألقاها على المواطنين, فكانت مليئةً بالود والحب لشعبه, ومحفزةً للمسئولين بالإخلاص في العمل, وتوحي بالتفاؤل بمستقبلٍ مشرق في ظِلِّ قيادته الحكيمة حفظه الله تعالى.
وعلى الصعيد السياسي..
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال خمسة أسابيع قرابة 18 زعيماً ومسئولاً من دول مختلفة ابتداءً برئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما في 27 يناير, وانتهاءً برئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية السيد محمد نواز شريف في 5 مارس.
ومن المؤكد بأن كل تلك الاجتماعات كانت تهدف إلى خدمة الدين والبلاد الإسلامية أجمع.يقول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: (لقد أنجز الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال10 أيام أعمالاً يقوم بها الزعماء الجدد عادة خلال مائة يوم).
وأنا هنا ..
(أُؤيد) الأمين العام من جهة أنَّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أنجز أموراً مهمة في وقت قصير جداً, لم نر لها مثيل من قبل, وخصوصاً ونحن في زمن مليءٍ بالفتن والحروب, ولنأخذ كأبسط مثالٍ على ذلك: سلاسة انتقال الحكم له حفظه الله تعالى, وتعيينه صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد, وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد بعيداً عن أي عقبات كما يحدث في الدول المجاورة.
(وأخالف) الأمين العام من جهة أخرى حينما قارن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بغيره من زعماء الدول الأخرى عند قوله (زعماء جدد).
إن شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لَهي ممزوجة بخليطٍ من الصفات الحسنة التي قلَّما نجدها في قادة عصرنا الحالي.
فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وإن كان حديثاً بتوليه الحكم إلاَّ أنه منذ صغره تربى ونشأ على يد (الملك عبدالعزيز) طيب الله ثراه, فتعلم على يد أبيه الملك عبدالعزيز قراءة وحفظ القرآن الكريم, فاتخذ من كتاب الله تعالى خيرَ طريقٍ نحو العلم, وهل أشرف من ذلك العلم!؟.
وفي شبابه صاحب إخوته: (الملك سعود, والملك فيصل, والملك خالد, والملك فهد, والملك عبدالله) رحمة الله عليهم جميعاً, واكتسب منهم الخبرة والتجربة نحو قيادة عظيمة يشهد لها القاصي والداني.
مع العلم بأنه يمتلك صفات وراثية عدة: كقوة الشخصية, والشجاعة في اتخاذ القرار, والذكاء في التعامل, وحب الخير للغير.
فهل بعد هذا الوصف البسيط جداً يُعَدّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كأي زعيم جديد!؟.
حكمة.. يقول ثيودور هيسبرج: (إن جوهر القيادة هو أنَّ عليك أنْ تمتلك رؤية, فلا يمكن أن تنفخ في بوق مقطوع).