مساعد بن سعيد آل بخات
إن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتعيين د. عزام الدخيل وزيراً للتعليم, لم يأتِ من فراغ فالملك سلمان صاحب نظرة ثاقبة ورؤية حكيمة تجسدت فيه منذ شبابه فأتقنها وأصبحت سمةً من سماته.
فتحقيق الأعمال العظيمة لا يحتاج إلى القوة الجسمانية أو السرعة فحسب, وإنما يحتاج إلى قوةٍ في الشخصية وسلامةً في الفِكر وحِكمةً عند اتخاذ القرارات, وهذا ما نراه في قائدنا الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
ونحن كأفراد المجتمع السعودي نتفاءل دائماً بالقرارات الإيجابية وندعمها إلى أنْ تُحقِّق أهدافها, وهذا مصداق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لا طيرة وخيرها الفأل, قيل يا رسول الله وما هو الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة يسمعها أحدكم).
وما قرأناه وما سمعناه عن د. عزام الدخيل لأمر يُثلِج الصدر ويريح البال من حسن خلق وبر بوالديه وعلم غزير ورقي في التعامل مع الناس.
ولكن..
الواقع يقول بأن مهمة د. عزام الدخيل ازدادت صعوبة بدمج وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي من حيث اختلاف الأهداف والتطلعات والمستوى العلمي, وكثرة إداراتها وأقسامها.
إلاَّ أنَّ..
الصعب قد يكون سهلاً عند د. عزام الدخيل إذا كانت خططه قوية لأنها هي من ستقود الوطن بإذن الله تعالى إلى النجاح.
يقول براين ترايسي: (دائماً ما يبحث الناجحون عن طريقة للتعامل مع التحديات التي يواجهونها, ودائماً ما يبحث الفاشلون عن أعذار لتجنب التعامل مع التحديات).
إذاً..
فمن المؤكد أنَّ العمل الناجح بحاجة إلى خطط ومقترحات فعَّالة تجعل من المؤسسات التعليمية (الجامعات والمدارس والمعاهد) بيئة جاذبة للطلاب والأساتذة.
ومن باب التعاون على البِرِّ والتقوى كما أمرنا الحق تبارك وتعالى في قوله: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى} (2) سورة المائدة, إليك د. عزام الدخيل بعضاً من المقترحات التي قد تطور من مستوى التعليم في ظِل قيادتك لوزارة التعليم, وهي:
1- عليك بنهج الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما زَجَّ بالفئة الشابة كوزراء لهذا الوطن المبارك (وخير مثال على ذلك أنت يا معالي الوزير), وذلك بتغيير (غير المطورين في التعليم) وتعيين شباب تثق بقدراتهم من حيث امتلاكهم مؤهلات (علمية ومهارية) لتطوير التعليم في البلاد.
2- تغيير بعض المناهج الدراسية والتي تعتمد على (كم) المعلومات, واستبدالها بمناهج تعتمد على (نوعية) المعلومات.
3- الاهتمام بالمعلم قبل الاهتمام بالطالب, لأن خططك وأهدافك من سينفذها هو المعلم. فإن صَلَحَ المعلم صلحت خططك وأهدافك.
4- تفعيل مجلس المعلمين في المدارس مرة واحدة كل شهر لطرح الأفكار الإيجابية وتحفيز العقول السلبية وإيجاد الحلول لبعض المشكلات التي قد تواجه المدرسة.
5- قبل أن يُعاقب المعلم غير المرضي فيه والطالب المهمل, ينبغي أن يُكرم المعلم المتميز والطالب المتفوق.
6- إضافة بند تقييمي خاص بالطلاب المتفوقين بالمرحلتين المتوسطة والثانوية في درجة الأداء الوظيفي للمعلم ويكون عليه خمس درجات, بحيث يتم ترشيح الثلاثة الأوائل من كل صف لإعطائهم ورقة التقييم للمعلم, ومن ثَمَّ تُؤخذ المحصلة الناتجة.
7- أن يتم اختيار مديري المدارس بأمانة بناءً على امتلاكهم مؤهلات تعليمية وإدارية من أجل التطوير وليس سداً للثغرة.
8- تكثيف الاهتمام بالتربية الميدانية في الجامعات, فبعض الجامعات يتدرب طلابها يوما واحدا في الأسبوع لمدة فصل دراسي!!.
9- تجهيز الفصول الدراسية ببروجكتر وحاسوب, فتقريباً عدد الفصول في المدرسة 15 فصلا, وتكلفة كل فصل 5000 ريال, فهل تعجز وزارة التعليم عن منح المدرسة 75000 ريال من أجل تعليمٍ أفضل.
10- تكوين لجنة تتكون من (مشرف تربوي + معلم خبرة + مدير مدرسة + طبيب نفسي) لإجراء المقابلة الشخصية مع أي متخرج من الجامعة ويريد الالتحاق بمهنة التعليم.
11- عمل زيارات مفاجئة للجامعات والمدارس في مناطق مختلفة من بقاع وطننا الغالي, للوقوف على واقعها ومعرفة مشكلاتها وما هي الحلول المقترحة.
12- دراسة تجارب بعض الدول المتقدمة والتي نجحت في تطوير بيئاتهم التعليمية, هل تتناسب مع مجتمعنا السعودي لتطبيقها أم لا؟.
13- إشراك نخبة من الطلاب في مجالس الجامعات والمدارس لإعطاء آرائهم حول تطوير البيئة التعليمية.
14- تخفيض نصاب المعلم من الحصص ليكون الحد الأعلى له 16 حصة مما يتيح له في الحصص الأخرى معالجة القصور عند بعض الطلاب, وتطوير نفسه بالقراءة.
15- تقليل عدد الطلاب في الفصول, بحيث لا يتجاوز عددهم 25 طالباً في الفصل, مما يتيح لهم القدرة على المشاركة وطرح الأسئلة بكل أريحية خلال الزمن المخصص للمادة الدراسية.
16- منح المعلمات والمعلمين الذين يدرسون في مناطق نائية عدة محفزات (كبدل منطقة نائية, تقليل النصاب من الحصص, الإعفاء من الحضور في الأسابيع التي تلي الاختبارات النهائية من الفصل الدراسي الثاني..الخ).
17- تخصيص ميزانية لكل منطقة تعليمية مع بداية إعلان الميزانية للدولة, وتُعطى كاملةً لمدير التعليم فيها, لكي يتصرف بها بناءً على الأهداف التي يُراد تحقيقها مستقبلاً, وكذلك الحال بالنسبة للجامعات, مما يساعد على إحياء التنافس الشريف في المناطق التعليمية والجامعات لرفع راية هذا الوطن المُبارك عاليةً
وأخيراً.. الخطط المدروسة والتنفيذ الجيد والتقويم المستمر تصنع خليطاً للنجاح لا يقهر.