أحمد الرشيد
يقول الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال السابق أثناء استضافة الزميل مصطفى الآغا له في حلقتين من برنامجه الجميل (صدى الملاعب) أنه اختار البرنامج لأنه يشعر فيه بالراحة وعدم التوتر وهذا ما حدث فعلاً فقد كانت الحلقتان تكريميتين أشبه بمباريات الاعتزال من حيث توثيق الحدث بإتقان ومجاملة المكرم باستعراض إيجابياته والتطرق على استحياء لبعض سلبياته.
والأكيد أن الأمير عبدالرحمن بسيرته الرياضية المثالية المرموقة في قالبها الشخصي يستحق كل الشكر والتقدير والاحترام لكن ومثلما قدمت لنا الحلقتان الوجه المشرق للأمير عبدالرحمن الإنسان الشاعر المثقف والرياضي المثالي كانت المهنية تفرض أن يلقي الزميل العزيز مصطفى الآغا الضوء على مسيرة الرئيس في طابعها الإداري غير الموفق في سنواتها الأخيرة ففيها الكثير من العبر والدروس والتجارب التي يمكن أن يستفيد منها العاملون في إدارات الأندية.
فالرئيس الهلالي السابق الذي بدأ مشواره في الرئاسة بقوة وكانت اختياراته من المدربين واللاعبين الأجانب والمحليين مثالية ودقيقة، عاد في سنواته الأخيرة واتخذ العديد من القرارات التي فيها الكثير من الهدر المالي والقليل من العائد الفني بالتعاقد مع عدد كبير من المدربين واللاعبين الأجانب الذين سريعاً ما غادروا الفريق دون أن يضيفوا له شيء يذكر وبعض الصفقات المحلية التي لم يكتب لها النجاح ومثل هذا التحول النوعي في العمل الإداري له أسبابه ودواعيه كان من المفيد الحديث عنه.
والرئيس الذي بحث عن حلول توفيقية عندما تقاطعت أمامه قناعاته الشخصية مع رغبات الشرفيين بمعزل عن الرأي الفني كان من المهم أن يتحدث عن نوعية وأثر القرارات المترتبة على ذلك وانعكاساتها على الفريق.
والرئيس الذي شهدت فترة رئاسته اختراقات في صميم الكيان الهلالي وظهوراً إعلامياً لعدد من أعضاء شرف النادي يطرحون من خلاله على غير العادة قضايا الفريق وأسراره خارج أسوار النادي كان عليه أن يشرح أسباب هذا التحول في العلاقات الهلالية - الهلالية وما هي ضمانات العودة بالهلال إلى نموذجه الفريد أحد أسرار زعامة الزعيم هلال على قلب رجل واحد.
والرئيس الذي استسلم للظروف وأعلن أن نفسه انسدت من كرة القدم وفريقه في معمعة منافسات الموسم لا شك في أن لديه الكثير مما يمكن قوله حول محصلة الفراغ الإداري وأهمية التوقيت لقرار الابتعاد وترك كرسي الرئاسة.
والرئيس الذي يحتاج فريقه إلى مهاجم ويتعاقد مع لاعب (مجهول المركز) كان يحتاج لأن يتحدث عن عواقب الدمج بين إدارة النادي وإدارة الفريق.
والرئيس الذي أحاط نفسه ببعض الإداريين والمستشارين والإعلاميين ممن هم من خارج منظومة ناديه أكيد أنه اكتشف التبعات السلبية لتوجهه هذا وهي قصة أخرى كان يجب أن تطرح.
والرئيس الذي كان يتابع مباريات فريقه من غرفة الملابس لعدم التحمل كان من المفيد جداً أن يتحدث عن تأثيرات ذلك على الفريق فهي تجربة تستحق أن تروى.
لكن يبدو أن الزميل (أبو كرم) تجاهل التطرق للوجه الآخر لعمل الرئيس الهلالي مستسلماً لعاطفة الصداقة التي تغلبت عليه في الحلقتين وهو لذلك تنازل عن شيء من المهنية تحت شعار (الصديق وقت الضيق).
تنافس من نوع آخر!
ما شهده تويتر الأسبوع الماضي من تراشق غير لائق متبادل بين إعلاميين نصراويين -كبار في السن- لم يكن مفاجئاً لمن كان متابعاً لطرحهم الإعلامي الذي لا يخلو من الشماتة حيناً ولا من الكذب والتعصب حيناً آخر وعندما اختلفوا فيما بينهم قام كل واحد منهم بتعرية الآخر بطرح مخجل ومؤسف جداً.
وهذا التراشق المنفلت ما هو إلا صورة من صور عديدة لجوانب معتمة تكشف حقيقة معاناة وسطنا الرياضي وأن أزمته الحقيقية هي في الروح الرياضية الغائبة والتنافس الشريف المفقود في كثير من المواقف التي تصنعها فئات قليلة من الإداريين والإعلاميين والجمهور الرياضي ممن وجدوا في بعض قنوات التواصل الإجتماعي وبعض البرامج الرياضية مجالاً أوسع للانتشار مما أعطى انطباعاً عاماً سيئاً عن حال مجتمعنا الرياضي.
والمؤسف أن التنافس السائد في وسطنا الرياضي هو التنافس بمفهومة المغلوط تنافس لإلحاق الضرر بالآخر أكثر من التنافس المحفز على التطوير والإبداع؛ تنافس ممقوت أفرزته ممارسات وسلوكيات شخصية -إعلامية وإدارية- وجدت لها رواجاً في مجتمع رياضي مفتوح يعاني من غياب أدوات الضبط والانضباط ومنحها مجالاً واسعاً، فساد الكذب وتبادل الإتهامات وكثرت الملاسنات وأصبح التنافس خارج الملعب أقوى وأكبر من التنافس داخله والنتيجة هي تراجع الكرة السعودية للخلف كثيراً.
هنا نحتاج لأن نتأمل في واحد من التعريفات العلمية لحقيقة المنافسة يقول: (المنافسة في المجال الرياضي هي نوع هام من العمل التربوي ترجع الفوز للأفضل دون أن تترك أثراً سلبياً على نفسية الخاسر؛ والمنافسة اختبار لنتائج عملية الإدارة والتدريب للارتقاء بشخصية الرياضي وتنمية وتطوير مهاراته وقدراته). الكرة السعودية تناشدكم.. عودوا كما أنتم وكما كنتم طيبين.
حقيقة
الواقع أننا لم نظلم الكرة السعودية فقط بتنافسنا البعيد عن الروح الرياضية في كثير من حالاته بل أيضاً بفرضنا عليها أنظمة متطورة تدار بطرق تقليدية فقد طبقنا عليها الاحتراف دون أن يكون لدينا محترفون -إدارة وممارسة- وفرضنا رجل علاقات عامة على رأس الاتحاد الذي يدير شؤونها جاء بانتخابات جرفتها الرغبات الخاصة.
لقطة الأسبوع
سافر فريق النصر إلى الجوف بطائرة خاصة عاش خلالها اللاعبون فرحة خاصة عبروا عنها بالتقاط الصور داخل كابينة القيادة على مقعد قائد الطائرة ومقعد مساعده.. صور عديدة تحس معها أن الطيار قال خلاص يكفي يا شباب ما يصير ارجعوا إلى مقاعدكم نبي نقلع.
تغريدة
* حارس مرمى فريق العروبة يغرد (اعطني كل مباراة بلنتي واتصدر الدوري الإنجليزي مو دوري جميل).