الجزيرة - عبدالله أبا الجيش:
أكَّد سعادة الدكتور عبد الرحمن بن حمد الحميضي الملحق الثقافي بجمهورية ألمانيا الاتحادية، أنه وجد كل الترحيب من المسؤولين الألمان، بقرار دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، في وزارة واحدة تحمل اسم (وزارة التعليم)، وأنهم أشاروا في هذا الصدد إلى تجربة بلادهم خلال العقود الستة الماضية.
وقال في تصريح خَصَّ به (الجزيرة) إن المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط في وزارة التعليم والبحث العلمي الفيدرالية، ذكر له في لقاء جرى بينهما مؤخراً، أن بلاده ترى أن القضية لا تعني إشراف وزارة واحدة على مقدرات التعليم منذ المرحلة الابتدائية، وحتى الانتهاء من الدراسة الجامعية، -كما يعتقد البعض-، بل على العكس من ذلك، تحرص الوزارة على اللا مركزية ونقل الكثير من الصلاحيات، إلى السلطات التعليمية المحلية، علاوة على تمتع الجامعات باستقلالية شبه تامة.
وقال الحميضي إن مديري الجامعات الألمانية، الذين التقى بهم، خلال سنوات عمله في برلين، يرون أن الإستراتيجية التعليمية في بلادهم تقوم على منح الصلاحيات الكثيرة، بهدف زرع روح التنافس، الذي يدفع كل جهة لبذل أقصى جهودها، كي ترتقي بنفسها، فالجامعة التي لا تقدّم تعليماً جيداً، ولا بحوثاً علمية متطورة، لن تجد إقبالاً من الطلاب، ولن تحصل على تمويل إضافي، وهو الأمر الذي لم تعد جامعة تستطيع مواصلة عملها بدونه.
وأوضح الحميضي أن المسؤول الألماني شدَّد على أن انتهاج ألمانيا لمبدأ لا مركزية التعليم، مقابل التزام فرنسا بمركزية التعليم، لا يعني أن أحدهما أفضل من الآخر، ولكن لكل دولة طريقها، ولكل زمن إستراتيجيته المناسبة، والتحول الذي تشهده المملكة حالياً، يشير إلى رؤية مستقبلية، تجمع بين مميزات أنظمة التعليم في العالم، بين وحدة الإستراتيجية، ولا مركزية التطبيق.
وشدَّد الدكتور الحميضي على ثقته في عدم اقتصار النتائج الإيجابية لقرار الدمج على الأوضاع التعليمية في المملكة، بل إن تتعداها لتشمل تعزيز التعاون مع دول العالم، ذات التجارب الناجحة في التعليم بجميع مراحله، ومنها فنلندا وألمانيا والسويد والنرويج والدنمارك، التي تشرف الملحقية الثقافية في برلين على التعاون الأكاديمي والثقافي معها.