فهد بن جليد
بمجرد مرورك بجوار إحدى (مدارس البنات) وقت الظهيرة، ستتذكر فوراً أصوت الدلالين في (حراج السيارات)، من كثرة الصراخ وتخالط الأصوات؟!.
ألا يوجد طريقة حديثة لتنظيم عملية خروج (الطالبات) من المدرسة، سوى (الصراخ والزعيق) عبر ميكرفون الحارس؟.. بذات الطريقة المُستخدمة منذ (عشرات السنين)؟!.
هذه الطريقة ما زالت تُسبب إزعاجاً (لجيران المدرسة)، وهي طريقة - غير حضارية - بمؤسسة تربوية وتعليمية، حيث يمكن استبدالها بأفكار كثيرة مثل (شاشات إلكترونية) في فناء المدرسة، أو منح أرقام للطالبات تظهر عند قدوم السيارة، وغير ذلك من الأفكار والابتكارات التي تقدَّم بها الكثير من (المُبتكرين والمبتكرات)؟!.
وزارة التعليم، مُصرّة على استثمار (ميكرفون الحارس)، على طريقة المذيع الداخلي (أوف.. أوف)، مما يُصيب الطالبات ومعلماتهن بالصداع المُزمن من كثرة (النفخ) للتأكد من وصول الصوت، ثم يبدأ الصراخ (سلطان، سلطان.. يا سلطان، أعجلوا علينا)، هنا حتماً (تحك رأسك) سلطان؟! ومدرسة بنات؟! هل أسماء بناتنا (عورة) بين زميلاتهن، حتى ننادي (عبد الله محمد) أو (فهد خالد)، أو أن يُنادي السائق باسمه (مُجيب الرحمن)، سؤال يحتاج إجابة؟!.
في الجانب الآخر، طريقة صعود (الطالبات) للباص، تتم بشكل عشوائي، وفي الشارع أمام الناس، دون وجود مواقف مُخصصة، أو سياج يضمن عبور الطالبات بشكل منظم، وسط غياب أي دور للمدرسة، في تنظيم عملية الخروج؟!.
وعليه تُقاس بقية مراحل (العودة للمنزل)، من عدم تزويد (حافلات الطالبات) بوسائل السلامة، وعدم إلزام السائقين بطريقة (موحدة) للوقوف والتحرك، عند نزول الطالبة، حتى لا تتكرر حوادث الدهس المُميتة، والتي أرجو أن تكون طالبة تبوك - رحمها الله - آخرها!.
يجب أن تعترف وزارة التعليم أن باصات النقل المدرسي، ليست مُخصصة (للطلاب والطالبات) أصلاً، ولم تُصمم لذلك، حتى نبحث عن حل، بدليل أن الشركة المُشغلة، تستغلها في موسم الحج والعمرة، والمناسبات الأخرى، لنقل الركاب والمسافرين، وقت الإجازة؟!.
إنها مفاهيم (مشقلبة)، تماماً مثل مُناداة (سلطان) و(مُجيب الرحمن) للخروج من (مدرسة البنات)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.