الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مساء اليوم حفل جائزة الملك فيصل العالمية للفائزين بها لهذا العام، والذين تم الإعلان عن أسمائهم في مطلع الشهر الماضي.
ونوّه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة مدير عام مؤسسة الملك فيصل العالمية رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، باهتمام المملكة حكومة وشعبًا بالفكر والتعليم وتعطي المثل الأعلى لعقلية وشخصية الإنسان السعودي الذي يسعى في كل مجالات التنمية إلى أن تكون مبنية على العلم والبحث والتدقيق والاستراتيجية.
وقال سموه خلال الإعلان عن الفائزين بهذه الجائزة خلال الحفل الذي أقامته المؤسسة: هنيئاً لنا جميعًا بمجتمع يضع العلم في أولوياته وفي جميع أعماله ولا ننسى أبدًا أن القرآن الكريم حثّ على العلم وتكريم العلماء فجعلهم في المنزلة الأولى، ولهذا نرى أن المملكة تضع العلم والتعليم والتعلم في بداية كل خطة وكل استراتيجية للتنمية في المملكة، ولا أدل على ذلك من الميزانية التي تضع العلم والتعلم في أولوياتها.
وهنأ سموه المملكة بالمستوى الذي تحظى به في كل المجالات السياسية والمعرفية والثقافية، كما هنأ الشعب السعودي بالمكانة اللائقة به التي قطع بها شوطًا كبيرًا في مجال الحضارة والنهضة.
وعبّر سموه عن شكره لجميع أعضاء اللجان التي شاركت وتشارك في اختيار الفائزين لهذا العام، مقدرًا هذا الجهد العظيم، مشاركًا إياهم الفخر بحيادية الجائزة التي تتميز بها بين جوائز العالم.
الفائزون
خدمة الإسلام
وقد أعلن الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين بيان الأمانة العامة للجائزة التي تضمنت أسماء الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية، حيث قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام هذا العام (1436هـ/2015م)؛ منح الجائزة للدكتور ذاكر عبدالكريم نايك, الهندي الجنسية، مدير مؤسسة البحث الإسلامية بالهند، وذلك لما يأتي: يُعد من أشهر الشخصيات الدعوية الناطقة بغير اللغة العربية في العالم، إذ تمثلت جهوده في إلقاء مئات المحاضرات والندوات العلمية التي تشرح دين الإسلام وتدافع عن مبادئه مُعتمداً القرآن الكريم والسُنة النبوية الصحيحة أساساً لنشر الدعوة, ويُعد مرجعاً في علم المقارنات؛ إذ لم تقتصر معارفه على دين واحد؛ بل امتدت إلى الكثير من الأديان الأخرى (كالمسيحية، والهندوسية، واليهودية، والبوذية، والسيخية)، وقد أسس منظمةً متخصصةً في هذا المجال، كما قام بتنظيم عدد من الدورات التدريبية على مستوى العالم, وأنشأ قناة إسلامية باللغة الإنجليزية (قناة السلام) وهي الوحيدة في العالم في مجال المقارنات، وتبث على عدة أقمار صناعية، وأخرى باللغة الأردية، وثالثة باللغة البنغالية، وقد بلغ تعداد مشاهدي القناة الإنجليزية أكثر من 100 مليون مشاهد.
وأنشأ سلسلة من المدارس بدأت في الهند، ثم امتدت إلى عدد من البلدان العربية والإسلامية، وتهدف هذه المدارس إلى إعداد جيل من الدعاة غير العرب المتضلعين في اللغة العربية والعقيدة الإسلامية, وتقوم هذه المدارس بتربية الطالب ابتداء من مرحلة ما دون الابتدائية في اللغة العربية والعقيدة والدراسات القرآنية، إضافة إلى المناهج التعليمية الحكومية المُعتمدة التي تُدَرَّسُ باللغة الإنجليزية.
الدراسات الإسلامية
كما قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية منح الجائزة هذا العام 1436هـ (2015م) وموضوعها: (التراث الحضاري للمدينة المنوَّرة)، للدكتور المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن إبراهيم كعكي، السعودي الجنسية، المستشار في هيئة تطوير المدينة المنوَّرة.
وقد مُنحت له الجائزة لجهوده الكبيرة في دراسة التراث الحضاري للمدينة المنوَّرة، لا سيما كتابه: «معالم المدينة المنوَّرة بين العمارة والتاريخ»، بأجزائه المتعددة وبخاصة الجزء السابع وعنوانه: النسيج العمراني القديم بالمدينة المنوَّرة (الخصائص والمقومات), وقد اتَّسم عمله بتوظيف التراث والعمل الميداني معاً وعَزَّز معلوماته بالصُوَر القديمة والجديدة، والخرائط والأشكال التوضيحية, فأصبحت دراسته مرجعيةً في ميدانها.
اللغة العربية والأدب
كما قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب حجب الجائزة هذا العام 1436هـ (2015م) وموضوعها (الجهود المبذولة في تعريب الأعمال العلمية الأعمال العلمية والطبية) نظراً لعدم وفاء الأعمال العلمية المرشحة بمتطلبات الجائزة.
الطب
كما قرّرت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للطب منح الجائزة هذا العام (1436هـ/2015م)؛ وموضوعها (الميكروبات المعوية وصحة الإنسان)، للبروفيسور جيفري إيفان غوردن، الأمريكي الجنسية، أستاذ كرسي الدكتور روبرت جليزر المميز، ومدير مركز علوم المُوّرثات والأنظمة الحيوية بجامعة واشنطن، سانت لويس، الولايات المتحدة الأمريكية, وقد منح الجائزة لأعماله الرائدة والمميزة في موضوع الميكروبات المعوية وصحة الإنسان, التي مكَّنته من إيضاح الأسس الأيضية والوراثية في العلاقات المفيدة المتبادلة بين الإنسان والأحياء المعوية الدقيقة، والتوصل إلى نتائج غير مسبوقة عن تأثير تلك الكائنات في نمو الإنسان بعد الولادة، والأداء الوظيفي للأمعاء، والقابلية للإصابة بالمرض، وصولاً إلى فهم أمراض معقدة مثل البدانة، وقد أدت تلك البحوث الإبداعية إلي فتح آفاق جديدة نحو إيجاد وسائل علاجية مبتكرة لتحسين صحة الإنسان.
العلوم
كما قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم منحَ الجائزة هذا العام 1436هـ (2015م)؛ وموضوعها (الكيمياء) للبروفيسور مايكل غراتزل، السويسري الجنسية، مدير معمل الضوئيات، ومعهد الكيمياء الفيزيائية، في المعهد السويسري الفيدرالي للتقنية, والبروفيسور عمر موانسياغي، الأمريكي الجنسية، أستاذ كرسي في العلوم الفيزيائية، أستاذ في الكيمياء والكيمياء الحيوية، جامعة كاليفورنيا بيركلي.
تجدر الإشارة إلى أن موضوعات الفروع العلمية للجائزة في السنة القادمة (1437هـ/2016م) كما يأتي: الدراسات الإسلامية: التراث الجغرافي عند المسلمين، اللغة العربية والأدب: الجهود التي بذلت في تحليل النص الشعري العربي، الطب: التطبيقات السريرية للجيل القادم في علم الجينات (المُوّرثات)، العلوم: علم الحياة (البيولوجيا).
هذا وسوف يحضر عائلات ومرافقون للفائزين بالجائزة ولفيف من كبار المسؤولين والأكاديميين والمثقفين من داخل المملكة وخارجها.