د. خيرية السقاف
الاجتراء من سمات السلوك العام في واقع الحياة الراهن..
وهو يعني أن الناس تمادت في التفريط في الضوابط..
نرى اجتراء التلميذ على معلمه، واللاعب على زميله، أو حكمه، والظالم على المظلوم باختلاف صفاتهما، والابن على والديه، والجار على جاره..
وأشدها قسوة اجتراء الحرابة في الأرض..،
وعتاد المحاربين الإنسانَ.. والحريات، وسلام الحياة..
وقد تمادى الاجتراء فلحق الفعلَ القولُ، ..
يجترئ الناس على بعضها، ويصل بهم الاجتراء إلى الأعراض، والأخلاق، والمال، والمكيال، والأنساب، والألقاب..
يجترئون على الوجدان، والأفكار، والآثار..
بل على الدماء، والأرواح..
ولم يقف بهم الاجتراء عند حد..
لحق اجتراؤهم بالعقائد، والمذاهب، والتراب والتراث..
ولم ينجُ من اجترائهم الأموات..
ولا المعاهدات.. ولا قيم العلاقات..
فاجترأوا على سلم الأرض، وحدود الجغرافيا، وهويات الأوطان، واستقلالية الدول..، وحرية العيش، وأمن البشر فيها..!
وبينا اجتراء الفرد على الفرد يمرر بشكل وبآخر..، لأنه منوط بمن اجترأ عليه يعفو، ويصفح، أو ينال، ويثأر..
فإن اجتراء الجماعات، والأحزاب، والدول لا يمرر البتة..!
ولأنه تفاقم فكيف يتم التعامل معه إن كانت الكفة تميل نحو السلاح بيد من..؟
ولأن المجترئ لا يمكِّنه من اجترائه إلا قوة عتاده، وخبث ذكائه، ومكيدة غاياته..
فإن ما يجري أمام العيون هو أفتك أنواع الاجتراء بكل مقاييس عنفوانه، وسطوته، ودناءته...
لكن، ما الذي، ومن الذي مكن المجترئ لأن يتمادى، ولأن يسفر عن غفلة المجترأ عليهم.؟!
إنه المجترَأ عليه على كل الأحوال..!!