د. خيرية السقاف
هذا الغامدي الصغير مفعم بالحس الإنساني...
على خطى المؤثرين، المتكافلين..، ذوي القلوب الرحيمة النابضة بالإنسان...،
هذا الغامدي الصغير ندي الفكر..
على نهج العقلاء، المتفكرين..، ذوي الألباب، والنهى، اليقظة بما حوله..،
هذا الغامدي الصغير «عزام بن أحمد الغامدي»، في بادرة جليلة، وكبيرة، ومهمة، وسابقة يطلب من أبيه استضافة مئة من العاملين في نظافة الأحياء بمحافظة جدة لمأدبة غداء، وتقديم هدايا يكرمهم بها على صنيعهم، وجهدهم، وصبرهم، واحتمالهم تقلبات الطقس، زمهريره، وقيظه، ترابه، وعواصفه، أمطاره، وطميه..،
يصبرون على رهق تنظيف عبث المارين، وإهمال الساكنين، ولا مسؤولية اللا مبالين، وعبور الريح بخشاش الأرض..
أولئك الذين هم تحت رحمة شركات، ومؤسسات تستخدمهم فتقلّل دخلهم، وتهمل سكنهم، وتتأخر في مرتباتهم، وتنقلهم كالأثاث يتكدسون منذ الفجر في صفحات عربات لا تتسع لهم، عيونهم لم تشبع نوماً، وأجسادهم لم تكتسب راحة، وأمراضهم ينطوون بأنينهم عليها، ويستيقظون على وخزاتها..
هذا الغامدي الصغير.. كما أظهرت صور المأدبة التي التف حول أطباقها مئة عامل بزيهم الرسمي، يقف يقدّم لهم الهدايا..، يُمَتَّع بابتسامات فرحهم، وملامح امتنانهم، وشكرهم كبير كبير..،
هذا «العزام» الصغير، الكبير عزيمة يستحق الكثير من التقدير، والتمييز،.. يستحق أن يوضع اسمه في قوائم مشاهير الوطن، يستحق من وزير التعليم، ووزيرالثقافة والإعلام، ووزير العمل أن يبادروا إليه سراعاً..، بوصفه قدوة للصغار أمثاله، وللكبار الغافلين عن هذه الفئة من العاملين، بعد أن وضع لهم بوصلة ومنهجاً..، وفي مقدمتهم، أمانات المدن، ومؤسسات استقدام العمالة من متعهدي النظافة..، وسكان الأحياء..،..!!
هذا الغامدي الصغير، بقلبه الكبير، وعقله الواعي أكتب عنه شهادة..،
وأزكيه تقديراً، وأقدره نموذجاً، وأفخر به إنساناً..
وأحيي به أباً وقف معه، ونفذ مطلبه،..، وأبارك له هذا الأب..
ولا غرابة فهذا الطعام من هذا الإناء..، وهذا الماء من هذا النهر..، وهذه الثمرة من هذه الشجرة..
بارك الله فيمن فكر، وفيمن نفذ،..
بارك الله في «عزام بن أحمد الغامدي»، وبارك الله في «أحمد الغامدي» أبيه،..
وأسعد به قلوب مئة حضروا، وفرحوا، وانتشوا، واطمأنوا ليس للقمة، ولا لهدية فقط، بل لمشاعر غلفتها بالتقدير والعرفان..
بارك الله فيهما، وضاعف ما أخلفه لهما من المثوبة والأجر..
فالعمال المختصون بنظافة المدن هم الأولى بالتقدير، وهم أول من لا يشعر بهم إلا ذو قلب سليم..!
حفظك الله صغيري «عزام الغامدي» لوالديك...،
لجيلك، للوطن، ولي فقد نزلت في القلب يا صغيري الطيب..
وفقك الله للمزيد..، وحرسك..
والتحية الكبرى لهذا الأب النموذجي، والد هذا الصغير الكبير «عزام»..!