سامى اليوسف

مبروك للأهلاويين جميعاً هذا اللقب المستحق، ونخص بالذكر رمز الأهلي الأمير خالد بن عبدالله رئيس النادي الفخري الذي بذل الغالي والنفيس من وقته وجهده وماله، ولشرفييّ النادي وفي مقدمتهم رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير تركي بن محمد العبدالله والأمير فيصل بن خالد المشرف العام على الفريق الكروي، وتهنئة خاصة لـ» الغائب .. الحاضر» الأمير فهد بن خالد رئيس النادي الذي تحول ظروف سفره للوقوف بجانب ابنه سعود شفاه الله دون أن يعيش فرحة البطولة بجدة مع جماهير القلعة التي تستحق مثل هذه العودة الى منصات الذهب وفي هذا التوقيت لتحصد جهد عمل منظم صاغه جهاز فني مؤهل، وبدعم اداري وشرفي كبير، وتنفيذ من لاعبين ظهروا على قلب رجل واحد في الميدان.

وبعد التهنئة ينبغي أن نسأل أنفسنا سؤالاً مهماً: ما الذي اختلف في الأهلي عن المواسم الماضية؟، وما سر هذا التميز؟

أعتقد أن الإجابة ترتكز على ثلاثة أضلاع مهمة. الأول: الدعم والتناغم الشرفي والاداري المنظم بين الرمز والجيل الشاب من الشرفيين وتنفيذ من ادارة استفادت من أخطاء الماضي ، ولا سيما في ظل توفر ضخ مالي رهيب مدعوم باختيارات موفقة للأجهزة الفنية والادارية والطبية.

الثاني: العمل النوعي اللافت من الجهاز الفني القدير بقيادة المدرب السويسري سبستيان جروس، والذي حظي بثقة وصلاحيات مطلقة للعمل والاختيار وانعكس ذلك على مدى الارتياح النفسي والتركيز العالي للجهازين الاداري والفني وخلق أجواء عمل مشجعة انعكست بالإيجاب على أرض الواقع من خلال مستويات ونتائج لافتة.. ولعل المدرب تعامل بحزم مطلوب مع اللاعبين بعد أن اكتسب ثقتهم بعلاقته المميزة معهم القائمة على استشعار المسؤولية حيث حضرت الانضباطية والروح القتالية والاحساس بقيمة الشعار وهذا لمسناه من أداء اللاعبين وتركيزهم وحرصهم على تفادي البطاقات الملونة وأخطاء السلوك التي تعاقب عليها لجنة الانضباط.. بخلاف ذلك لاحظنا قيمة العمل الفني والبدني الكبير الذي اظهره اللاعبون.. الثالث: تفاعل اللاعبون وتطور طريقة تفكيرهم بصورة إيجابية فسادت روح الفريق الواحد والعمل بجدية وتفان على قلب رجل واحد من أجل الشعار .. لا حظوا كيف أن العزيمة كانت حاضرة وكذلك الروح بالرغم من ظروف النقص قبل المباراة وخلالها عقب الطرد.

كل هذه العوامل الثلاثة مجتمعة تكاملت وتظافرت على تقديم «أهلي جديد .. على قلب رجل واحد» استفاد من أخطاء الماضي .. وبالطبع لا يفوتني أن أشيد بقيمة ونوعية التعاقدات التي كسبها الفريق سواء بالصفقات المحلية أو الأجنبية والتي أحدثت الفارق الفني والنقطي وجعلت الأهلي يمضي قدماً نحو اللقب، والمنافسة على لقب الدوري حتى اللحظة بدون هزيمة وبأداء كروي ممتع.