سليمان الجعيلان
أخبرنا التاريخ بأن الهلال طوال تاريخه لم يتوقف على أحد، والتجارب علمتنا أن الهلال أكبر من كل أحد.. فتشوا في سجلات البطولات، وانظروا كم بطولة حققها الهلال بأسماء رؤساء مختلفين، واسألوا المنصات كم مرة صعد إليها لاعبو الهلال المتعاقبون، واسألوا الجماهير كم من نجم هلالي كان مؤثراً في مسيرة وإنجازات فريقه، وابتعد، وحضر من يوازيه أو من هو أفضل منه، واسألوا المتابعين كم مرة توقعوا أن ينهار الهلال لأي سبب كان وخسروا الرهان؛ لأنه باختصار هو الهلال الذي لم يكن يوماً من الأيام رهينة الجيل الواحد أو الرمز الواحد أو النجم الواحد.. هذه الحقيقة يجب أن يفهمها ويستوعبها لاعبو الهلال (عبدالله السديري وياسر الشهراني وسالم الدوسري ونواف العابد وعبدالعزيز الدوسري وناصر الشمراني وتياقو نيفيز) الذين أسرفوا في السلبية، وبالغوا في الفردية، وتمادوا في عدم تحمل المسؤولية، حتى أهدروا هيبة الهلال، وأزهقوا هوية الهلال!!.. بكل صراحة ووضوح، لقد ساهم هؤلاء اللاعبون المتخاذلون في ابتعاد الهلال عن البطولات، وتقاسموا أسباب توقف الانتصارات في الهلال، بالرغم من أن لديهم إمكانيات فنية عالية، لكنها سلبية، وما يتملكونه من مهارات هائلة أصبحت مهدرة؛ والسبب بكل بساطة الأنانية وعدم الجدية، والإصرار على اللعب بفردية، والتخلي عن اللعب بروح جماعية تنهض بالفريق، وتعيده لمسار الإنجازات، وتسهم في إيقاف نزيف الإحباطات المتتالية في نفوس جماهير الهلال!!.. الآن أما وقد استجاب رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد للمنطق ولمصلحة الهلال بعد أن نجح في مراحل، وأخفق في مراحل أخرى، وأعلن استقالته، وترجل عن كرسي رئاسته بعد أن خذله هؤلاء اللاعبون الذين لم يقدروا وقفات جماهير الهلال معهم، ولم يثمنوا تحمل رئيس نادي الهلال مسؤولية الإخفاقات عنهم، فإنني أسأل هذه الأسماء من لاعبي الهلال: القيادة وتحمل المسؤولية فن لا يجيده إلا القلة من اللاعبين الذين لا يظهرون إلا في الأوقات الصعبة، ولا يبرزون إلا في المواقف الحرجة، والهلال الآن في أزمة، فهل أنتم قادرون على إعادة الهلال أم مستمرون في الخذلان؟! ننتظر جوابكم على أرض الملعب!
شايع شراحيلي وإشاعة العنف
انتشرت وتفشت ظاهرة التعصب الرياضي في المجتمع السعودي بشكل ملحوظ في الموسم الماضي، التي تزامنت مع عودة فريق النصر للبطولات من خلال الدفع الرباعي. وقد اقتحمت هذه الظاهرة السيئة العديد من مقار الوزارات الحكومية وبعض مباني الجهات الأمنية بفضل وجود بعض العقليات المتشنجة، بل إنها فُرضت - بكل أسف - حتى على الفصول الدراسية والمناهج التعليمية، وقد وجد من يبرر لظاهرة التعصب ومن يدافع عنها، ويحاول ويسعى لإجبار الوسط الرياضي على تقبلها بكل مساوئها وأضرارها!!.. وفي الأسبوع الماضي فاجأ لاعب النصر شايع شراحيلي الجميع لحظة نزوله من باص فريقه وهو يحمل (سكيناً) في يده، ويضعها على رقبته، في إشارة إلى (ذبح) الفرق التي ستواجه فريقه، والفوز عليها، في تصرف يحدث للمرة الأولى في الرياضة السعودية. وكالعادة، مارس المحتقنون هوايتهم المعتادة مع كل تصرف خاطئ (أصفر)، وقاموا بالتبرير، وحاولوا تمرير هذه الظاهرة الجديدة والغريبة على المجتمع السعودي، الذي كثير من أطفاله وأبنائه مغرمون ومتعلقون بمتابعة رياضة كرة القدم، وشغوفون ومهتمون بتقليد تصرفات وتقليعات بعض اللاعبين فيها دون إدراك لتبعاتها وأضرارها!!.. بكل صراحة ومرارة، ما فعله لاعب النصر شايع شراحيلي من إشهار السلاح الأبيض على منافسيه، والتباهي به أمام كاميرات التصوير، هو إشاعة لظاهرة العنف ونشر لثقافة التهديد.. وبالمناسبة، هو امتداد لما صدر من أحد الإعلاميين من تهديد صريح للحكام السعوديين في أحد البرامج الرياضية عندما قال «أتوقع أن الأمير فيصل بن تركي سوف يرتكب كارثة أو مصيبة في أحد الحكام!!». وبكل أسف، تم تجاهل هذا التهديد، والتغاضي عن هذا الحديث غير المسؤول تجاه الحكام!!.. على كل حال، الاتحاد السعودي لكرة القدم أمام تحدٍّ جديد في اختبار قوته، وفرض سيطرته على التصرفات الدخيلة على الرياضة السعودية، من خلال التعامل بكل حزم وشدة منذ البداية مع السلوكيات العدوانية، وتطبيق اللوائح والأنظمة في لجنة الانضباط التي تنطبق على التصرف الذي قام به لاعب النصر شايع شراحيلي، وتحديداً في المادة (53) الخاصة بالتحريض على العنف والكراهية، التي تنص في البند الأول على أن (أي لاعب أو مسؤول يحرض الآخرين على الكراهية أو العنف يعاقب بالإيقاف عن المباريات لمدة عام، وبغرامة مالية قدرها 50 ألف ريال)، ولاسيما أن السكوت عنها وتجاهلها بهذه الطريقة المريبة ربما يدفع بقية بعضللاعبين للإقدام على تصرفات أشد عداوة وأكثر خطورة!!
نقاط سريعة
** شكراً للأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي كان بالفعل فارساً من فرسان الرياضة الشريفة والنزيهة، ويكفيه فخراً أنه أول من أسس العمل الخيري والإنساني في الرياضة السعودية بطريقة منظمة ومرتبة.
** أعلن رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد استقالته بعد أن أصر على فترة رئاسية ثانية، كانت صعبة بكل تفاصيلها، وبعد أن خاض فترة أولى لا يمكن أن نصفها فاشلة، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن نعطيها الدرجة الكاملة.
** قدم فريقا الهلال والأهلي نهائياً راقياً وكرنفالاً رياضياً يليق بالمناسبة الكبيرة التي أفسدها عدم إدراك رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد لأهميتها وقيمة ومكانة راعيها، عندما أصر على مجاملة النادي الأهلي على حساب جمالية الملعب، ووافق على تقسيم (50%)!!.