مع تنامي وتنوّع مواقع التواصل الاجتماعي ازداد عالمنا تعقيداً وتنوعاً، وكبرت مساحات الصراع، وازدادات حدة. من يعرف قدراته جيداً، ويثق في إمكاناته، ويرسم أهدافه، ويحدد أولوياته، ويسعى إلى تحقيقها بوضع إستراتيجيات واضحة، ويعرف خصومه، ويتوقع أهدافهم، وأساليبهم سيفوز في الوصول إلى مبتغاه وإن طال المسير، وسيتجنب قدر الإمكان الصراعات، أو الفشل فيها.
وأجواء العمل في الرياضة السعودية عبر اتحاداتها، ولجانها، وأنديتها مرتعاً خصباً لأنواع الصراعات، ومثالاً حياً لما سبق ذكره للوصول إلى الغايات المنشودة، وإنجاز الأهداف المنشودة.
البعض يتذاكى ماكراً بعد أن يخفق، ويكرر ذات الأخطاء، ويصل إلى ذات الفشل مرة، واثنتين، وثلاثاً في ممارسة فن «الإسقاط»، وهو يبرع في هذا الفن، فيرمي إخفاقه على شماعة الظروف المحيطة، وهروب أعضاء الشرف المحبط، ويجتر عقده ومن ألمعها، وأبرزها « عقدة المؤامرة»، فيخون الأحباء، وإن لم تفلح مساعيه يلجأ للخطة البديلة، وهي «التبرير» ، والتبرير يعني أنك تكذب على نفسك أولاً قبل الناس، ثم يرتب لحملة «تبرير .. أو علاقات عامة» هدفها الالتقاء بقادة الرأي والمؤثّرين ليتباكى عندهم، ويحاول يوهم رؤوسهم بأن إدارته كانت ناجحة وتسير في مسارها الصحيح لولا «فلان» و «علان»، والظروف الاقتصادية، وربما يقحم النواحي الأمنية ضمن قائمة تبريراته غير المنطقية.. الأهم أن يبقي رأسه بعيداً عن مقصلة النقد، ويتبرأ من أخطائه الكوارثية، وهدره المالي الفظيع ويرمي كل شيء على المحيطين به أياً كانوا.
هذه الأساليب لا تنطلي إلا على الضعفاء، وفي ذات السياق نقول: « نجح ضعاف النفوس في الضحك على ضعاف العقول»، فعالم الرياضة بكافة بطولاته، وألعابه المختلفة الرد فيها يكون عبر الميدان، ولذلك يقال: «الميدان يا حميدان».. أقنع خصومك قبل مؤيديك بصدقك، ونجاح عملك في الميدان، فالأرقام في نهاية المطاف هي من تتحدث عن المنجز وتقرر نجاح هذا العمل، وتلك الإدارة.
البلاغة في الكلام لم تنفع المتنبي في ساحة النزال، والثرثرة لا تجلب بطولات، والإقصاء ينتهي بصاحبه وحيداً بلا أصدقاء أو أحباء، ومن يزرع الوهم لا يحصد إلا الخيبة.
نجاح المرداسي والشلوي
يدير اليوم نجم التحكيم السعودي الأول فهد المرداسي مواجهة من العيار الثقيل بين كوريا الجنوبية وأوزبكستان ومعه المساعد الدولي عبدالله الشلوي وهي المباراة الثالثة لهما في بطولة كأس آسيا.. نجاحات المرداسي والشلوي نشعر معها بالاعتزاز فهما واجهة مشرفة ومشرقة للتحكيم السعودي ونجاحهما، وزميلهما الشمراني في الاستحقاق الآسيوي يحسب لهم في المقام الأول فقد عملوا بجد واجتهاد على تطوير قدراتهم وسط أجواء تحكيمية محلية محبطة لكنها العزيمة والإرادة من صنعت لهم النجاح بعد توفيق الله.. دعواتنا للمرداسي والشلوي بالتوفيق اليوم.
أخيراً،،،
غرّد زعيم المعلقين، والإعلامي المعروف محمد البكر بما اعتبره «تغريدة الأسبوع»، وذلك عندما كتب: « يقولون إن الهلال مسيطر على اتحاد الكره ويؤثّر على قراراته وفي نفس الوقت يهاجمون كل من يطالب باستقالة هذا الاتحاد. أمر يدعو للسخرية والضحك».