صديق .. ثم « خوي « فـ « بوق « .. هكذا يريدك المدير أو الرئيس الإقصائي، دوماً تصادق على ما يقول، وتطبل لقراراته، وتصفق لخطبه الرنانة، وتشتري « الوهم « عندما يبيعه عليك في مواقف عديدة!
رئيس النادى « الإقصائي « يتصف بـ» قل الدبره «، وضعف الشخصية، ولا تهمه مصلحة المؤسسة، أو المنشأة، فالمهم اسمه، والأهم بقاؤه متشبثاً بمقعد الرئيس، وتغليب مصالحه الخاصة. يشهد التاريخ بأن الفشل هو حليف الإقصائي في عديد مناصبه، وإداراته. وإذا فشل - وهذا المتوقع - لا يعترف بإخفاقه، بل يبحث عن أقرب مخرج وهو سيناريو « المؤامرة «، ويبدأ في صياغة تفاصيلها، وحبك قصتها بمعاونة « أبواقه «، وأول من يكتوي بنيران قصصه الكاذبة هم من وقفوا معه.
والمدير « الإقصائي « لا يواجهك بل يمكر بك حيلة لضعف شخصيته، ولا يجتمع حوله إلا من هم على شاكلته، وأبواقه .. نواياه لا يكشفها لسانه العذب، بل تعرفها من نظراته التي تعكس سوداوية قلبه، وذلك قبل مواقفه.
في وسطنا الرياضي يتكاثر المدراء، والرؤساء « الإقصائيون «، ولذلك نحن نتراجع كثيراً إلى الوراء رياضياً، وكروياً، فالرئيس أو المدير يريد أعضاء مجلس إدارته من نوعية الـ» بصمجية «، فلا يتورع عن مكافأتهم بمرتبات شهرية نظير قيامهم بهذا الدور الذي يراه بطولياً، ونراه « انبطاحياً «، ويبحث عن أجود أنواع « الأبواق « ليكلفه بمهمة إدارة المركز الإعلامي، وتزداد قيمة هذا البوق إذا كان من أقربائه، أو جلسائه، وتراه يعين مديراً للفريق من فئة « الأبواق « الأقل درجة، لأنّ مهمته تنحصر في نقل ما يدور إليه في محيط اللاعبين، والمدرب، وأدق تفاصيل المعسكر، وتجده يقرب لاعباً معيناً ربماً يكون أشهر من في فريقه ليس حباً فيه، بل استخداماً لشعبيته بكل انتهازية متبادلة بين الطرفين، ومع ثورة أسرع ، وأشهر مواقع التواصل الاجتماعي تأثيراً « تويتر « تلمس وجوده، وفكره، ولغته الإقصائية في حسابات تعمل عمل الـ» بوق « تطبيلاً له، ولسياسته، وقراراته.
لن ينصلح حال رياضة، وكرة القدم السعودية، إلا بطرد مثل هذه النوعية من المدراء، أو الرؤساء، وأهم وسائل الطرد المشروعة لها هي في تعميق تطبيق انتخابات مجالس إدارات الأندية، والاتحادات الرياضية، وتجديد نظامها بما يتواءم وصناعة الرياضة الجديدة بفكر مؤسساتي حديث بعيداً عن التطبيل ، والأبواق ومن يدفعها، ويدفع لها
فواصـل
- يعكف الصديق العزيز خالد المعجل على وضع اللمسات الأخيرة لكتابه « مذكراتي أو ذكرياتي مع الإدارة «، حيث يوثق عديد الأحداث والمواقف التي عاصرها، وعايشها عن قرب مع عديد الشخصيات والمواقع الرياضية التي تواجد فيها .. كتابة المذكرات من الأعمال التوثيقية المهمة وبخاصة إذا تناولها الكاتب بموضوعية .. المعجل سيقدم عملاً نوعياً جديداً ننتظره بشوق لاسيما وأنه أسرّ لي بكشف تفاصيل قضايا تاريخية مهمة عايشها.
- ينبغي على النجم ناصر الشمراني، والذي أحبه، أن ينتبه إلى مسألة جوهرية .. وهي أنّ الجماهير الهلالية واعية، وذكية، وعلاقة الود التي تظلله بها مرتبطة بماذا سيقدمه لها ولناديها من عمل وإنجازات داخل الملعب .. أنصح « الزلزال « بأن يراعي هذه المسألة ، فليس كل ما يعلم يقال .. حدودك في إطار الملعب .. واحرص كل الحرص أن لا تفقد حب جماهير الهلال.
- يفترض أنّ تنشر الصحافة الرياضية تصريحات السيد ريجي تحت عنوان: « اضحك مع ريجي» .. فهذا المدرب بعد أن أضحكنا فنياً صار يضحكنا إعلامياً.
- بقاء « كواك « يُحسب للمدرج الهلالي « الحكيم « .. هكذا الجمهور الوفي .. النقي يكون خط الدفاع الأول عن مكتسبات ناديه.
- نجاح الحكم الدولي فهد المرداسي يجير لتوفيق الله، ثم اهتمامه بتطوير إمكاناته والحرص على هذا الجانب، وبرامج التطوير الحقيقية والاهتمام المتنامي من قِبل الاتحاد الآسيوي .. كل ما أتمناه أن يضاعف فهد جهوده ويواصل تألقه محلياً مع أمنياتي برؤيته في المونديال المقبل.
أخيـراً ،،،
من أفضل التغريدات الذكية التي قرأتها في هذا الأسبوع ما كتبه أحدهم: « لعب حطين ناقصاً لاعب، ولعب الهلال ناقصاً مدرب « .. بعض التعليقات مثل كاريكاتير الزميل المبدع رشيد السليم تغني عن مقال.