ميسون أبو بكر
في الآونة الأخيرة لجأت بعض الشركات لتشغيل سعوديين صوريا، يأخذون مستحقاتهم الشهرية دون الالتزام بدوام أو عمل، فقط ليضمن أصحاب هذه المنشآت بقاءها في الخط الأخضر، وقد استجاب كثير من أبنائنا لهذا الأمر، وهذا إذ يخالف القوانين فإنه ضد الهدف الذي يرمي لتشغيل السعوديين في الوظائف المختلفة وفقا لخبرتهم وشهاداتهم لخدمة وطنهم والإنجاز في الوظيفة واكتساب الخبرات.
إن ترسيخ مفهوم المواطنة في ذهن الشباب وأصحاب الشركات من أبناء الوطن يعمق لديهم الشعور بالمسؤولية وعدم مخالفة القوانين، أو اللجوء لوسائل لا تصب بمصلحة الوطن والشاب أو (الموظف الوهمي).
سيظل الموظف عاطلا عن العمل وإن أدرج تحت قائمة السعودة، وسيتعلم الكسل والتقاعس، ويصبح عرضة للفراغ والكسب غير الحلال، وستنتفي الفائدة من وراء مشروع الدولة للسعودة التي تقصد بها تشغيل وتوظيف السعوديين وصقل خبراتهم ومواهبهم، ليصبحوا أفراداً فاعلين في محتمعاتهم، الطريقة التي تستغلها بعض الشركات في السعودة تضر فئة الشباب وتجعلهم عرضة للانتقادات ولصورة خاطئة التصقت بهم زمنا طويلا، بأنهم شباب لا يحترمون أوقات الدوام ولا ينتجون ولا يعملون، بينما يوجد منهم من هو مبدع وللأسف ظلم خلال هذه النظرة التي يطلقها البعض على الشباب ككل.
لا بد أن تتكئ التنمية على همم الشباب وجهدهم وإخلاصهم في العمل، فإن وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب لكانت اللبنة الأولى لتميزهم، ولو استُخدم أسلوب الجزاء والعقاب؛ فكرّم وقدّر من عمل واجتهد وتميز أو حوسب من أخفق لوحدنا ما نرجوه،كذلك لو ادرك من هم في الوظائف الحكومية أصحاب العقود أن وظائفهم وعقودهم تتجدد بناء على إنجازهم وأنها ليست عقودا أزلية لأتقنوا العمل والتزموا بمواعيد الدوام.
لا أكف أن أقول لو عمل كل منهم حسب توجهه وموهبته لصلحت الدنيا ولتنافس أولئك بالجد والعمل والإبداع، وهذا يعتمد على التحاق الطلبة بالتخصصات الجامعية كل حسب كفاءته ورغبته وليس وفق معايير أخرى.
بيئة العمل لا بد أن تكون جاذبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، سواء مكان العمل أو كفاءة المدير المسؤول وأسلوبه وتعامله مع الموظفين، والانتماء هو سر التقدم والإنتاج والمثابرة، فالشاب الذي يشعر بمفهوم المواطنة والانتماء الوظيفي سنجده يخلص للعمل ولوطنه لأن الوظيفة تخرج من إطارها الضيق لتحمل مسؤولية أكبر ولنا في دبي نموذج ناجح.
لا بد أن يرفض الشاب من ذاته المشروع الآثم (السعودة الوهمية) وأن تكون هناك رقابة ومتابعة للموظفين في الدوائر الحكومية مما يعزز التنافس والدافع للعمل والإنتاج وخدمة المواطن كل من موقعه الوظيفي.
نحن كإعلاميين، المواطن من نابع وطنيته، لا بد أن تلبي دعوة الملك خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز للعمل وعدم السكوت عن التقصير والتخاذل والتي اعتبرها المحللون النهج الذي وضعه الملك للدولة وألزمهم به.