ناهد باشطح
فاصلة:
((المرأة تعرف عن الرجل أكثر ما يعرف عنها، لأنها هي المحتوية وهو المحتوى))
- المخرج الإيطالي فريدريكو فلليني-
لو يعرف الرجل عن المرأة ما تعرفه عنه لتغير وجه العالم، لكن مشكلة الرجل ظنه بأنه يعرف المرأة جيداً ولا يحتاج إلى فهم خارطتها.
يركز الرجل على واقع المرأة وكأنه طبيعتها مع أن تاريخ المرأة يشهد استلاب المجتمعات لها وتشويهها لطبيعتها الخلاقة، فالمرأة تمتلك طاقة الأمومة التي لا يمتلكها الرجل، وهي طاقة الأنوثة المبدعة، لكن البعض فقد هذه الطاقة بسبب الخوف.
نعم حين استولى على المرأة الخوف صارت تركض باتجاه عالمٍ بعيدٍ عن طاقة الأنوثة الحقيقية لأن الخوف تملكها من المجتمع والرجل، وهو ذاته الخوف الذي تملك الرجل من نجاحات المرأة فبادر إلى قمعها واستلابها.
في الزمن الماضي كما يقول الدكتور راتب الغوثاني أستاذ علم الجمال والنقد في جامعة دمشق وبعيداً عن الحروب والدمار الموجهة لذات الإنسان لم يكن الخوف موجوداً ولذلك عاشت المرأة دورها وعاش الرجل دوره، في تكامل دون اضطراب.
ولما بدأت الحروب والدمار كطاقة ذكورية، بات الرجل المعاصر في صراع مع المرأة على الأدوار الاجتماعية لكن المرأة هي الخاسرة الأكبر في هذا الصراع لأنها فقدت طاقتها الأنثوية الخلاّقة من قبل ولأنها تتعرض إلى استلاب من قبل الرجل والمرأة والمجتمع.
حسب نظريات واقع الإنسان المقهور، فالمرأة هي الأكثر تعرضاً للقهر، الذي يتحول إلى استلاب ثلاثي الأبعاد، فهي تتعرض لاستلاب اقتصادي، استلاب جنسي، واستلاب عقائدي. وليس له من حيلة أي الرجل لأنه هو الآخر يسقط على المرأة عجزه في المجتمعات المقموعة فيها الحريات.
وجود ظلم على المرأة في المجتمع لا يمكن تجاهله لأنه يلقي بظلاله على المجتمع بما فيه الرجل، ويدور الاثنان في حلقة مفرغة أسستها مفاهيم تقليدية عن الأدوار الاجتماعية لذلك فالذين يتجاهلون ظلم المرأة في المجتمعات يكرسون فيها قيم القمع والاستلاب الذي لا يترك مجالاً لنشر قيم العدالة والسلام في المجتمع.