رياضة المشي هي من أمتع الرياضات التي تستطيع أن تجمع بينها وبين متعة الاسترخاء والتفكير ومصاحبة الأماكن التي تختار أن تُمارس هذه الرياضة فيها، وفي ديفون الفرنسية الأقرب إلى جنيفا السويسرية،كنت أجد متعة هذه الرياضة صباحاً من الفندق حتى البحيرة الاصطناعية وما حولها (حيث شيدت مدينة ترفيهية كاملة) من أكبر المتع، رغم الأجواء الماطرة التي تفاجئك في أشهر الصيف يوليو وأغسطس، إلا أن المطر هو المفاجأة الدائمة في تلك الأجواء والذي لا يثني محبي رياضة المشي من مزاولة رياضتهم.
استحضرت هذه الأجواء الاستثنائية في الممشى الذي بسور المبنى الجديد لوزارة التعليم العالي، والذي اهتديت إليه مؤخراً وأصبح سبيلي للمشي والهروب من مشاغل الحياة والتمتع بما يميز هذا المكان من أمور عديدة يمكنها أن تجعل منه مكاناً جاذباً، فممارسة الرياضة اليوم في أماكن مغلقة ليست مشجعة أو محفزة للمشي أوقاتاً أطول وعلى أجهزة قد يمل منها الناس بسرعة، ولا يمكنها أن تمنح الإنسان الشعور نفسه الذي يكتسبه من المشي في أماكن مفتوحة وفي الهواء الطلق.
الممشى تجربة بديعة من حيث اتساع المكان وأمان السير فيه، ووجود مقاعد للجلوس، ودورات مياه نظيفة وكافية، وأشجار ونباتات تسور الممشى، ومصفات كافية السيارات، ورغم وجود شاحنات وأشغال وأتربة في المبنى داخل الأسوار إلا أن هناك عمالة تنظم خروج الشاحنات وتراعي سلامة مرتادي الممشى في أماكن الأشغال.
اللوحات المعلقة في المكان وتحتوي على إرشادات صحية أو تحذيرات للزوار لها ضرورة إضافة لأناقة تصميمها.
فعلاً الرياض بحاجة لأكثر من مكان مماثل وبهذه الجاهزية والاتساع لممارسة الرياضة اللازمة اليوم للكبير والصغير، في زمن كثرت به الأمراض والسمنة ، وتذمر البعض من وجود أماكن مناسبة وآمنة، حيث هي فرصة لتخصيص مثل هذه الأماكن للمشي لما يتسم به ليل الرياض من أجواء معتدلة.
من المبدع أيضاً أن تكون بحيرة ديفون الاصطناعية تجربة يمكننا أن نقوم بها، كي لا نكون من مدمني المطاعم والأسواق فقط، وكي تكون الرياضة عادة حياتية تخرج من نطاق أماكن مغلقة، مع مراعاة أنها لا تناسب الأطفال ليلاً الذين قد يشكلون إعاقة للمشاة، وضرورة وجود رجل أمن في المكان لأي طارئ.