الاثنتان وعشرون دقيقة التي بثها تنظيم داعش الإرهابي لعملية حرق الشهيد معاذ الكساسبة والتي أظهرت البعد الإجرامي والكره الشديد من أعضاء هذا التنظيم للإنسانية جمعاء عامة وللمسلمين والعرب خاصة.
هذه النزعة الشوفينية التي تجسدها أفعال وأعمال تنظيم داعش تؤكد أن هذا التنظيم ليس نبتاً شيطانياً كما يحلو لكثير من المعلقين الصحفيين وصفه، بل هو في الحقيقة تنظيم مختلق من قبل أعداء العرب المسلمين قبل غيرهم، قادة التنظيم الذين لا تظهر أسماؤهم التي يتخفون خلفها والتي تقتصر على التسمية بالكنية بحيث يضيع الاسم الحقيقي وراء (أبو البراء) و(أبو حنشل) (أبو الغضب) وغيرها من الكنى التي تمزج بين الترويع والتقديس يراد بها حجب القادة الذين يمسكون بزمام الأمور والذين قدموا إلى بلادنا العربية الإسلامية الطاهرة من وراء الحدود.
هؤلاء الخوارج الجدد أتوا من نفس المناطق التي قدم منها خوارج الماضي والذين أيضاً تخفوا وراء كنى الأبناء والألقاب لطمس انتماءاتهم العرقية والطائفية، وهؤلاء يأتون الآن ليشوهوا صورة الإسلام ويؤذوا المسلمين ويضعفوا العرب ويقتلون أبناءهم بأساليب وطرق وحشية همجية ليست من قيم المسلمين، وليست من شيم العرب فكل ما شاهدناه من أساليب وطرق لم نعرفها في منطقتنا، بل جميعها جاءت من وراء البحار ومن خارج المنطقة العربية، فالمنطقة العربية التي خرج منها الإسلام هدى للبشر، وانتشر المسلمون الأوائل من أبناء العرب لنشر الهداية والتسامح لم يرتكبوا جرائم القتل والتمثيل والوحشية، بل أنهم كانوا رحماء بالشجر قبل الإنسان، فلم ينتهكوا معابد رغم أنها تحوي عباداً ونساكاً من دين آخر، ولم يقتلوا عجوزاً ولا امرأة مسنة ولا طفلاً، ولم يقطعوا شجرة.
من أين أتى هؤلاء الخوارج الجدد!! دققوا في أفعالهم وتتبعوا من يستهدفون تكتشفوا إلى ماذا يسعون!!.
الشباب السعودي المغرر بهم والذين انساقوا بعيون عميت وطغت عليها عصائب الخداع والغش؛ فهؤلاء الشباب هم الآن أكثر الجنسيات قتلاً وترويعاً، يتركون جثثهم مرمية في الشوارع، وهم أكثر الشباب عرضة للانتقام والتهديد، فبعد معركة عين العرب الأخيرة التي خسرها تنظيم داعش كان الشباب السعودي الأكثر فقداً وقتلاً زجوا بهم في أتون معركة خاسرة ثم تخلوا عنهم حتى لم يواروا جثثهم التراب، ومع هذا نجد من يدعو لهؤلاء القتلة، ويسعى لتجنيد شبابنا حتى يصبحوا وقوداً لمعارك خاسرة.
انتبهوا يا مسلمين.. انتبهوا يا سعوديين.. انتبهوا يا عرب.. شياطين هذا التنظيم وجدوا لقتل شبابكم وتشويه صورة الإسلام والمسلمين فاحذروهم وتجنبوهم، وبلغوا عن كل من يدعو لهم.