بعد صدور نظام الحماية من الإيذاء ولائحته التنفيذيه في شهر 5-1435، استبشرنا خيراً بصدور نظام حماية الطفل بعده بأشهر قليلة، لتبدأ الجهات المعنية بإعداد اللائحة التنفيذية لهذا النظام تأكيداً وترسيخاً لما قررته شريعتنا الإسلامية، والاتفاقيات الدولية التي تحفظ حقوق الطفل وتحميه من أشكال الإهمال والإيذاء المختلفة. ومن خلال خدمتي وخبرتي خلال السنوات الماضية مع العديد من حالات العنف الأسري والموجه كثير منها «ضد الطفل» فإنني أستبشر خيراً بجهود أكثر الجهات المعنية وهما:- (وزارة الشئون الاجتماعية - ووزارة التعليم) وذلك بترجمة نظام الطفل ترجمة مهنية وواقعية تحدد الآليات العاجلة والفاعلة لتحقيق مصلحة الطفل الفضلى، خاصة أن نظام الحماية من الإيذاء والموجه لحماية المرأة والطفل سيكون مظلة لهذا النظام الأكثر خصوصية لشموله على جوانب كثيرة وحقوق شاملة للطفل، مما يعطي جهات الحماية الأسرية والحقوقية والأمنية انطلاقة قوية لتحقيق المصلحة الفضلى لجميع الأطفال بإذن الله، وذلك عندما تنتهي لائحته المأمول منها الآتي:-
1- استمرارية إلزامية التبليغ والتأكيد على كل من يكتشف حالة طفل تعرض للإهمال أو الإيذاء بأنواعه سواء تم هذا الاكتشاف في الشارع، أو المدرسة، أو المستشفى، أو في مركز تجاري خلال تجول الطفل مع المعتدي عليه ومهما كانت قرابته له! ومن يخالف ذلك أو يهمله، أو يؤجله لسنوات حتى يتطور العنف إلى درجات أشد، يتم عرضه على القضاء لإقرار العقوبات المناسبة لفعلته غير الإنسانية تجاه طفل لا حول له ولا قوة!
2- معالجة الملكية الأبوية والمتوارثة من جيل لآخر، والتي مازالت منتشرة في بعض المناطق، بل وأتمنى القضاء عليها من خلال مواد هذا النظام، لأن هناك بعض العائلات القبلية مازالت تستبيح لذكورها ممارسة أصناف مختلفة من التعذيب لنسائها وأطفالها بحجة التربية المتشددة! وتعطي لنفسها الحق في المنع من العلم والسفر والعيش بسلام والتمتع بالهوية الوطنية، ومن جانب آخر تستهين بممارساتها الوحشية داخل البيوت مثل الطرد والحبس والتجويع والتربيط والحرق، وممارسة السلوكيات الجنسية الشاذة مع صغارها تحت تأثير المسكرات!
3- تعتبر المادة الثالثة في النظام شاملة لتحقيق الحياة الكريمة للطفل من معاملة وتعليم وصحة وهوية وطنية وبيئة آمنة، وأهم من ذلك بأن (استخدام الكلمات المسيئة التي تحط من كرامته وتؤدي إلى تحقيره) تعتبر إيذاء يتم المحاسبة عليه، وهذا ما نحتاج له لإيقاف التملك لسعادة الطفل وإزهاقها بحجة الأبوة المتسلطة!