يستمر الارهاب في الضرب في اكثر من مدينة حول هذا الكون، بعد عرعر وباريس، ها هو يضرب مجددا في لبنان، وها هي جبهة النصر وداعش تتنافسان في تبني العملية الارهابية، واضافتها لرصيدهما..!
المنافسة بين الجماعات المتطرفة المسلحة هي في رصيدها من القتل والترويع وارهاب العالم، اصبح كل فصيل يبحث بشكل أكبر عن أن يكون اسمه الاكثر ترددا في العالم.. وان يكون الاكثر جذبا لمتطرفيه.
النصرة ام داعش.. ام عودة القاعدة؟!
لا فرق، لافرق بين الارهابيين مهما تعددت عناوينهم وتنظيماتهم، انهم مجموعات تقتل بلا سبب، وتتبنى بلا سبب، الا الارهاب، ارهاب العالم والانسانية. لذا لا تهتم كثيرا بالعناوين ولكن بالفعل نفسه، الفعل الارهابي الذي يقتل هنا وهناك، والحقيقة الثابتة ان غالب ضحاياه من العرب والمسلمين، مهما حاول ان يضع نفسه خصماً للغرب أو الشرق، الا ان هذه الجماعات الارهابية لا دين لها، الا القتل، واي انسان قد يكون هو التالي فيما هو في طريقه للعمل أو المقهى أو المخبز أو حتى للصلاة في المسجد..!
كل التوقعات مفتوحة امام هذا الغول الهائج، امام هذه الرغبة المتوحشة في القتل والارهاب، واحداث الضجة تلو الاخرى بالدم وازهاق الارواح..!
الخبر المحزن جدا.. انه سيمر وقت ليس بالقصير، وقت طويل جدا -ربما، في مواجهة الارهاب في كل قارات العالم، وفي منطقتنا بشكل اكثر للاسف.
هذه هي الحقيقة المزعجة وغير المريحة، سيمر وقت قبل ان تخف همجية هذا الغول، وتنطفئ ثقافته المتوحشة وطاقته، وقت يتطلب تكاتفا عالميا واقليميا، كما تكاتف محلي داخل المجتمعات نفسها من اجل الحد من اضراره وهجماته التالية!
الخبر غير السار، اننا سنضطر لسماع اخبار العمليات المختلفة التي ينفذها هذا التنظيم أو ذاك بغرض «ارهاب» الدول والحكومات والشعوب. فلا هدف اخر غير الارهاب، الارهاب للارهاب نفسه مهما تنوعت التبريرات!
والامر المؤسف اننا سنجد ذلك كله مدعوما من قبل الاخطر والاسوا، وهم المتعاطفون والمشجعون وصناع المبررات لكل عملية ارهابية وما اكثرهم في عالمنا المحبط والجاهل.
لا يوجد فكرة حقيقية مفرحة امام الارهاب، الا حقيقة واحدة، لكنها ستحتاج للجهد والوقت، الا وهي اعادة التاسيس لفكر اسلامي اصلاحي تنويري حديث، يمكن له ان يواجه التكفير والجهل، ويواجه هذا الحقد الذي تقوده تلك الجماعات المسلحة ضد العالم والكون، وتحت غطاء وعناوين اسلاموية!
لكن وحتى ذلك الوقت، لا مجال في هذا الواقع الصعب من الارهاب العالمي المتطرف، الا تشديد القبضة الامنية، واعادة الضرب بيد من حديد على كل ارهابي، وكل مساند له، وممول ومشجع ومحرض ومبرر.
الحرب مع الارهاب طويلة.. وهذا الفكر الذي عبث وتشعب لعقود لا يمكن ان ينتهي بالقبض على خلية أو اثنتين أو ثلاث أو اربع، لكنه قد ينحصر بمحاصرة كل ينابيعه الفكرية ومصادر تمويله المحلية والخارجية.
لا وقت للتهاون مع كل فكر أو فكرة تكفيرية ارهابية في المناهج أو المساجد أو المنابر مهما تعددت، ومهما مارست من تقية وتلون. انها حرب وحرب طويلة، حرب ليس امامنا كدولة وشعب وامة الا الانتصار فيها بالحزم والقوة، وبانفتاحنا نحو التنوع والتعدد الفكري والفقهي.. ذلك التعدد هو الحل للعالم لمواجهة أو محاصرة الفكرة المتطرفة التي تغذي كل عمل ارهابي، فخلف كل عمل ارهابي فكرة متطرفة!.