بين التمهيد لـ«الإباحية» وممارسة الجنس الآمن بين المراهقين.. وبين خفض الخصوبة والمباعدة بين الولادات.. وبين تجنُّب المراهقين لمخاطر الأمراض «الجنسية» وما يُؤدي إلى إقرار «الإجهاض».. وبين المفهوم الصحي الشامل لسن الإنجاب للرجل والمرأة.. ومخاطر المقيمين و»الحدود».. لا يزال إقرار الوثيقة السكانية للمملكة.. عالقاً تحت «القبة».. فالجدل اتّسع.. وتخوفات المعارضين «أُعلنت».. ومبررات المؤيدين «طُرحت».. المتخوفون من خفض الخصوبة والمباعدة بين الولادات «كُثرٌ».. والمؤيدون «كُثرٌ».. فكان تحت «القبة» الرأي والرؤية.. وكان الدافع والمحذور.. وكان التصور والتصوير. كل له وجهة.. وكل له غاية.. لا يكتنفها «غموض».. فعضو يُطالب بكثرة الإنجاب لزيادة أعداد حَمَلة السلاح.. للدفاع عن حدود المملكة ومواجهة خطر مليوني يمني.. ورئيس المجلس يُعلّق: «لدينا جيش مميز كماً وكيفاً».. وعضوة تُفنِّد: الجيوش لم تعد تُدار بـ «الكلاشنكوف».. وإنما بالتقنية.. وطائرة دون طيار.. وتؤكد أن الحكومة لا تريد خفض تعداد السكان.. وإنما تنظيمه من أجل تخطيط تنموي هادف إلى مجتمع قوي.. وتستشهد بثورة «مصر» التي جاءت نتيجة النمو السكاني غير المنضبط.. وذلك مهلكة لآلاف البشر مستقبلاً.. وآخر يتحفظ على خفض الخصوبة.. فذلك يهدف إلى تدمير الأخلاق.. وإلغاء الفروقات بين الذكور والإناث.. وهدم نظام الأسرة.. وتبديد الطبيعة النسائية.. وهيمنة الحضارة المعاصرة وتسويق قيمها.. هو تخطيط «لوبي» دولي.. يُقاتل بشراسة لتمرير قضايا لا تتفق مع الفطرة السوية.. وتتعارض مع الأديان السماوية.. مطالباً برفع الخصوبة وتشجيع الولادات مع الاهتمام بصحة الأم والطفل.. لمواجهة التهديدات الأمنية سواء من العمالة.. أو من دول عدة «تُكشِّر» عن أنيابها طمعاً في المملكة.. عضوة فجّرتها «هؤلاء أبناؤنا.. ليسوا قطيع مزايين»!!..
نحن إذاً، وبحسب ما نقلته جريدتنا الجزيرة ببراعة مهنية وصحفية - لغةً ووصفاً وتميُّزاً -، نحن بين هواجس «مُقنعة» في جانب المؤيدين والمعارضين لخفض الخصوبة وتشجيع المباعدة بين الولادات.
ومثل هذه المواضيع الحساسة والمستقبلية تحتاج لهذا الجدل والتوجه العقلاني القائم على المعلوماتية والتوقعات المستقبلية وحسابات الجودة والأداء البشرية، كما أن من المهم أن يكون حوارٌ في هذا الموضوع بهذه الدرجة من التخصصية والمسئولية، بعيداً عن الجدل التقليدي، أو الآراء العامة العاطفية والكلاسيكية.
إحصائياً، عدد السكان لن ينخفض على المدى الطويل، وسيستمر بوتيرة متوازنة إذ تبلغ الزيادة السكانية أكثر من 2 %، مما يعني أن عدد السكان سيتضاعف خلال 36 عاماً، ما يجعل الدولة غير قادرة على مواجهة متطلبات تلك الزيادة في مرحلة قصيرة، كما أن السعوديين أنجبوا خلال 30 عاماً 15 مليوناً..!
الوثيقة السكانية تحتاج إلى المزيد من الإحصائيات المستمرة وتحديثها، ومعرفة خطر ترك الأمور كما كانت سابقاً، للصدفة والحظ والرزق، دون هموم تعليمية وصحية تنتظرها تحديات اقتصادية كبيرة.
الأكيد أننا بحاجة إلى وثيقة استرشادية وتشجيع للأسر الصغيرة والمنتجة بالدرجة الأولى.