تشرفنا بلقاء سمو ولي العهد في حفل تقديمه لخطاب الملك في القاعة الملكية بمجلس الشورى الذي ألقاه بالنيابة عنه سمو ولي العهد الأمير سلمان في حضور كل الأعضاء والوزراء وكبار مسؤولي الدولة الضيوف من الجنسين.
فما هي مضامين هذا الخطاب الهام الذي يأتي في بداية كل سنة شورية حيث يتشرف مجلس الشورى بزيارة الملك والإصغاء إلى خطابه تحت القبة الزرقاء؟
هذا الخطاب الذي يأتي عادة في بداية كل سنة شورية يعادل خطابات رؤساء الدول المؤسساتية في نهاية كل عام موضحين لعامة الشعب منجز ما سبق ومسيرة الوطن والتحديات والطموحات وخيارات الإستراتيجية القادمة.
يوم الثلاثاء 15 ربيع الأول الحالي تشرف المجلس وإدارته وأعضاؤه بزيارة سمو ولي العهد نيابة عن خادم الحرمين الشريفين نظراً لوضعه الصحي آنذاك, واستقبلته بالسلام الملكي الوطني. كما شارك في حضور الحفل ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز والمفتي وكل الوزراء وكبار المسؤولين والمسؤولات ورؤساء المؤسسات العليا في الدولة المستقرين في العاصمة الرياض.
واستهل الحفل بترتيل آيات من القرآن الكريم, ثم كلمة رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله آل الشيخ حول أداء المجلس في دورته الحالية, ومستجداته عن الدورات السابقة ومنها تعيين الملك 30 عضوة ضمن الـ150 عضواً لأول مرة في تاريخ الشورى السعودية. وهنأ الوزراء الجدد الذين اختارهم الملك من أعضاء الشورى. ثم فصل معالي الرئيس منجزات المجلس في مرحلته الراهنة وقرارات التوصيات التي رفعت إلى المقام السامي وأقرت. وكان تلا ذلك خطاب الملك الذي ناب عنه في تقديمه سمو ولي العهد بسبب وضعه الصحي. وجاء بصيغة ضافية بلاغياً ووافية في المضمون والفحوى وبلغة مسؤولية مباشرة وواضحة، وغطى كل جوانب الإطار الذي يشكل حالياً اهتمامات الحكومة بقيادة خادم الحرمين حول أداء العام الماضي وتقييمه, وتحديات الحاضر, وطموحات وتطلعات المستقبل.
وربما بنفس مبدأ الشفافية في التعامل مع الشعب الذي أبقى وضع الملك الصحي واضحاً لكل المواطنين.. كان الخطاب بياناً واضحاً تطرق لكل روافد ساحة صنع القرار القيادي وضغوط مستجداتها اقتصادياً وسياسياً وفكرياً في صورة تحديات يأمل صانع القرار أن يجعل منها عتبات قرار سيادي يقود إلى مواصلة البناء نحو الاستقرار والنماء وطمأنة المواطن على حقوقه واستمرارية الاهتمام باحتياجاته وخدمته في إطار التنمية المستدامة والترشيدات المدروسة.
كان الخطاب رسالة حميمة شملت عدة مضامين: ابتدأت بطمأنة الحضور جميعاً على الوضع الصحي لخادم الحرمين, ونقل إلينا تحياته وشكره لمنجزات مجلس الشورى في دورته السادسة هذه, مشيداً بما حققه في السنتين الأوليين منها, وداعياً لمواصلة العمل كفريق متداعم لضمان النجاح في القيام بدوره المهم في صنع القرار على أعلى مستوى في كل التفرعات والمسؤوليات المناطة به.