الجزيرة - محمد السنيد:
أعرب سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح عن مشاعر الإخوة الصادقة والحب الكبير الذي يكنه لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز، - حفظه الله-، وقال في تصريح لـ«الجزيرة»: إن قلوب ملايين العرب قد فزعت واضطربت حين تعرض الملك عبد الله بن عبد العزيز لعارض صحي ألم به، أدخل على إثره مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني، وامتلأت المجالس والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات المخلصة والأماني الحارة للمولى عزّ وجلّ أن يمنّ عليه بالصحة والعافية. وظهر للقاصي والداني حجم الولاء وعظم المحبة التي يكنها الشعب السعودي الشقيق بكل شرائحه العمرية وتياراته الفكرية والاجتماعية وكذلك الشعوب العربية لولاة الأمر، حفظهم الله.
وأشار الشيخ الصباح إلى أن هذا العارض العابر جاء ليشكل أمام الجميع أنموذجًا فريدًا لطبيعة العلاقة بين المواطنين والقادة في مملكة الإنسانية، هذه العلاقة المتسمة دائمًا بالصدق والشفافية والتواصل المباشر، والقائمة على الحب والاحترام وقيام كل طرف بمسؤولياته مع منح الطرف الآخر حقه في التقدير والمكانة اللائقة به.
وقال سموه: إن خادم الحرمين الشريفين ملك صالح، لا يظلم عنده أحد، امتدت أياديه البيضاء الناصعة حاملة الخير، وعبرت تخوم المملكة، لتنشر المحبة والتعاون، وكان له الفضل بعد الله في تقوية الأواصر بين الإخوة الأشقاء في دول الخليج، والتقريب بينهم والتغلب على ما شاب علاقاتهم في وقت من الأوقات من شوائب حالت دون اتحادهم ووقوفهم صفًا واحدًا في مواجهة التهديدات الخارجية ومخططات الأعداء المتربصين بهم.. وها نحن الآن نرى دول الخليج العربية على قلب رجل واحد، ملبية نداء الملك عبد الله بن عبد العزيز للاتحاد بين الأشقاء؛ ليكونوا قوة واحدة تنشب في حلق كل من تسول له نفسه النيل من استقرار المنطقة وسلامة أراضيها.
وأبدي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح أسفه على الأحداث الأخيرة والاعتداء الإرهابي على مركز سويف بمنطقة الحدود الشمالية، وذكر أن من يرتكب مثل هذه الجرائم يشوهون صورة الإسلام والمسلمين، ويتركون وراءهم أمهات ثكلى وأرامل وأيتاماً لا تجف مدامعهم، ولا تكف ألسنتهم لاهجة بالدعاء على من كان السبب في تفريق جمعهم وهدم أسرهم.
ووصف سموه هؤلاء المجرمين بأنهم سفهاء لا يدركون قيمة الوطن المستقر الآمن، الذي وفر لهم حياة طيبة زاخرة بالرفاهية والأمل في المستقبل المشرق مما لا يتوافر لأترابهم في كثير من بلاد الدنيا، ولا يعون ماذا يعني الوطن للإنسان إذا افتقد إلى الأمان والاستقرار، وعانى قلق السفر والترحال بين تخوم الدول وموانئها ومطاراتها وحرها وقرها.
وأضاف: إن حب الإنسان لوطنه وحرصه على المحافظة عليه واغتنام خيراته إنما تحقيق لمعنى الوطنية، فالوطن لفظ تحبه القلوب وتهواه الأفئدة وتتحرك لذكراه المشاعر. وقال مستطردًا: الإنسان من دون وطن وحب وانتماء له لا يساوي شيئًا.. لقد تعب آباؤنا وأجدادنا ليحققوا لنا هذه الحياة الرغيدة التي نعيشها اليوم، فقاموا بدورهم خير قيام، ودورنا أن نحافظ على تلك المنجزات وعلى هذه الرفاهية لأبنائنا وأحفادنا، وأن نحافظ على الانتماء للوطن وأمنه، فبدون أمن لا يقوم شيء، حتى العبادات لا يستطيع الإنسان أن يؤديها على وجهها من دون اطمئنان نفسي وسكينة روح، حتى التنمية لا تقوم من دون أمن واستقرار. لذا علينا محاربة كل من أراد زعزعة وطننا سواء في الفضائيات المغرضة أو في وسائل التواصل الاجتماعي، ولنحرص على ألا تكون هذه القنوات أداة نؤذي بها أنفسنا.
واختتم سمو الشيخ ناصر المحمد تصريحه بالدعاء بأن يشفي الله خادم الحرمين الشريفين ويتم عليه نعمة الصحة والعافية، ويمده بعونه وتوفيقه وتسديده، هو وولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وأن يحمي وطننا وأوطان المسلمين.