Al Jazirah NewsPaper Friday  29/12/2006G Issue 12510أفاق اسلاميةالجمعة 09 ذو الحجة 1427 هـ  29 ديسمبر2006 م   العدد  12510
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

الرأي

الركن الخامس

عزيزتـي الجزيرة

سين وجيم

زمان الجزيرة

الأخيــرة

حولها ندندن
قبل انفصام عرى المودة
د. جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ (*)

هل بقي في حياتنا متسع للحب، وجيوش البشر تلهث خلف المادة حتى لم يعد لديها وقت لالتقاط الأنفاس ومراجعة الذات؟ وهل أوشكنا أن نصل إلى الزمن المضاد لعصر الحب، وهو زمن الفرقة والتباغض والتحاسد؟
سؤال أرجو أن يكون جوابه خلاف ما يعتمل في عقلي ونفسي ورؤيتي.
لأننا بتنا نرى أفراد المجتمعات السلمية التي تفضل عليهم خالقهم بالأمان والإيمان، يحاربون بعضهم البعض حروباً نفسية طاحنة قد تكون أشق على النفس من الحروب العسكرية، لأن الظلم إذا جاء من الأحباب أو ذوي القربى أو رفقاء ورفيقات الطريق هو أقسى على الروح من ظلم العابرين أو المعتدين الأغراب. فالاستقرار والحياة المدنية يعطيان البعض الفرصة لمداخلات الشيطان حيث التطاحن القولي والشحناء المقيتة وخلق القبة من الحبة. وقد يكون كل هذا مبنياً على مجرد وهم في نفوس اعتلالها الصدأ نتيجة وخم الفراغ وطول التفكير في أمور لا وجود لها، والبعد عن روح الإيمان الحقيقي الذي يحثنا على أن نحب لبعضنا ما نحب لأنفسنا، بل يجعله شرطاً من شروط تحقق هذا الإيمان، اقرؤوا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
كل ذلك تذكرته وأنا أتلقى إرسالاً من إحدى المشرفات التربويات الفاعلات في تعليم بناتنا، اللاتي يحرصن على ربط العلم بالدين وبالواقع المحسوس كي لا تنفصم النظرية عن التطبيق في أذهان الدارسات، وذلك من خلال عمل أنشطة ثقافية حول خلُق (التوادّ) بين أفراد المجتمع المسلم صغيراً كان أم كبيراً، وفي ذلك اقتداء بأخلاقيات نبي الهدى عليه الصلاة والسلام واتباعاً لمنهجه الرباني الراقي في فن التعامل الإنساني وكذلك لتقوية العلاقات الإنسانية عن طريق إظهار المودة والرحمة بين أبناء الوطن لينشأ جيل يتربى على الحب والتماسك، وبالتالي الشعور بالأمان النفسي الذي ينعكس على الجميع.
وهذه خطوة عملية راقية من تعليم البنات الذي ربط بها (الدين بالدنيا والقول بالعمل)، فنحن بحاجة فعلية لأن نحب بعضنا كي نستطيع أن نحب غيرنا حباً إيجابياً رافع الرأس، لأننا لو جمعنا مفردات الحب وعباراته في كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم لما اتسع لها المقام هنا، ولكن حسبي أن أورد هذا الحديث الشامل العميق عنه صلى الله عليه وسلم: (لا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب أمرئ من الشرّ أن يحقر أخاه المسلم).
فهل مازال لدينا وقت لتبادل الحب الإيجابي وإظهار روح المودة والتعاطف مع بعضنا، بدءاً من أفراد الأسرة الصغيرة المكونة من الزوجين وأبنائهما، وامتداداً للأسرة الكبيرة من أجداد وجدات وأعمام وعمات وأخوال وخالات، ثم إلى الأسرة الكبرى من أبناء العمومة والخؤولة البعيدين، حتى تتفجر ينابيع الحب لكي يصل رذاذها العبق إلى المجتمع بأسره؟
فمتى نرى مظاهر الحب تعود وتزداد بين أبناء مجتمعنا، ومتى تستبدل الابتسامة مكان التكشيرة والتقطيبة؟ فمثل هذه التفاعلات العاطفية تكاد تكون مبتورة حتى مع أطفالنا ومراهقينا ومراهقاتنا، فصار البعض منهم يبحث عن الحب مع الغرباء بينما الأهل غافلون عن أنه قد يكون حباً يرمي أبناءهم في غياهب الضياع!
ومتى نرمي عن كاهلنا ثقل جفاف الصحراء الذي ازداد مع هيمنة المادة المعاصرة؟ فحتى الزوجين يستكثران على بعضيهما كلمة الودّ وعبارة الحنان التي تحفظهما وتحصنهما وتسعدهما، بدعوى أن الواحد منهما لا يريد أن يفسد عليه الآخر فيعتدّ بذاته ويصدّ عنه، وهذا هو الوهم بعينه (لأن الودَّ بالودِّ يُغري)، ويمتدُّ مثل ذلك التعليل الغريب إلى بقية علاقاتنا الإنسانية حتى يقع الافتتان في نفس المبادر إلى الصفح والغفران، رغم أن الهادي البشير حسم هذه المسألة بقوله: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

(*) الأستاذ المشارك بكلية التربية للبنات بالرياض



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved