| |
البوارح الطيبون الراحلون د. دلال بنت مخلد الحربي
|
|
ما من امرئ إلا ويختزن فكرة الموت في داخله، يعايشها واقعاً في أحداثه اليومية، غير أنه يعمل مكابراً على نفيها وتناسيها؛ أملاً في حياة أطول، وكأنما هو سيكون الأخير موتاً! والأمر لله من قبلُ ومن بعدُ.. {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا}. {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}. حقيقة الإيمان.. وحقيقة الحياة.. وعندما تواجه بحقيقة الموت في عزيز أو صديق.. تخلص إلى حقيقة أخرى.. ويخرج عن السؤال سؤال.. تحيط بك المعاني ملتمسة المعاني.. كأنها تغسلك، وتغسل معها غفلة.. وطول أمل.. فتحس بتفاهة الوجود في نفسك.. هكذا: (خرج من الدنيا).. فتتلاشى الفرحة وتأتي الدمعة.. تذهب.. تستدرك.. تتأول..: الجسد، والحديث، والحركة، والنبض، والحياة.. آه.. حين لا يبقى لهذا كله عين ولا أثر.. ولا يبقى من هذا كله.. إلا ذنوب وخطايا.. أو عمل صالح يغفر زلة صاحبه! الموت هو الذي يشعرك بمعنى الحياة عندما.. تستشعره هو.. وفن الحزن يصنع معنى جديداً في فن الحياة.. ما أحسست بمعنى الموت.. أحسست فيه بمعنى أكبر للحياة.. وذقت معها معنى (الأسى الحقيقي). هذه خلاصة الأمر.. وحقيقة الوجود. خاتمة: إلى روح الزميلة د. عائشة المسند التي غابت عن ظهر الدنيا، رحمة واسعة من الله تتغمدك، وتحف بك ملائكة الرحمة إن شاء الله. دعاء من القلب أن يكون كل ما عانيته في سنتيك الأخيرتين تخفيف ذنب، ورفع درجات. ونسأل الله أن يتكفل أبناءك بجلّ رعايته وعنايته ولطفه وتوفيقه وحفظه، وأن يكونوا بعونه على ما تمنيت وأردت لهم، إنه نعم المولى وخير الحافظين. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
|
|
|
| |
|