| |
متى نوقف طاقات العنف؟ سلوى أبو مدين
|
|
ما زال موضوع العنف محور الساعة بالأمس واليوم، وقد تطرقت إليه منذ سنتين وتناولت قضية قراصنة الإرهاب، وهم فئة من شباب هذا الوطن وعدته الذين حادوا عن طريق الحق وشوهوا صورة الوطن بل الدين الإسلامي. تلك الشريحة البائسة التي شحذت همتها للتخريب سقطت في مستنقع اليأس، وحولت جل طاقتها إلى الهلاك، ودفعتها عباب الرذيلة والموبقات للتخريب، وزرع فتنة الإرهاب في أرض الأمن والأمان وترويع الآمنين. هذه الشريحة لم تجد ما يسد توجيهها في عصر غلبت فيه الانفتاح التكنولوجي والمتغيرات العصرية، فالشباب اليوم مستهدف من قبل شركات ووسائل الدعاية والإعلان، وثقافة الصور المؤثرة، فيستهدف مادياً من أجل تحويله إلى سلعة أو أداة مخربة، ولإغراق الشباب وتعطيل طاقاته. فالمشكلة تكمن في البيئة التي يعيشون فيها، البيت، والمدرسة والمجتمع الذي ينتمون له، كل هذا ساهم بل ساعد في تعزيز ثقافة العنف لديهم. رغم كل ما حدث فهم ضحية لما يسود، وبحاجة إلى رعاية بل تربية وإيجاد البديل الذي يسد جوعهم العاطفي والمعرفي ونزعة العنف التي تمتلك نفوسهم. إن شباب الأمة بحاجة إلى من يأخذ بيده إلى الطريق القويم حتى يعود كما كان عليه ليكون فخراً لدينه وبلده، وإلا فسيجد يداً تشده إلى الوراء وتحوله إلى قناة عنف لا تفتر عن التخريب وزرع طاقات العنف في داخله كي يبقى عنصراً مدمراً في مجتمعه ودينه وبث الأفكار الهدامة. شباب الغفلة والضلال بحاجة إلى مؤسسات إصلاح، وهذا دور أئمة المساجد ورجال الدين فعليهم ألا يغفلوا عن هذه النقطة وتخصيص برامج قنوات لإصلاح هذه الفئات واستقطاب أكبر عدد من الاجتماعيين والنفسيين وفتح باب الحوار لإبداء الرأي بينهم حتى لا يبقوا في سفينة تتقاذفها أمواج المجون ورياح الموبقات، ومحاورة أفكارهم غير الصائبة وتوجيه نشاطهم البدني والنفسي المختلف لتفريغ الطاقات السالبة المهدرة والتي تُفضي إلى العنف والإرهاب والتخريب والذي يمارس بطريقة عدوانية مؤلمة من قبل فئة ضالة مضلة، بالتصدي للسلوكيات الغريبة الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي والعمل على ترسيخ قيمنا الأخلاقية وتحفيز الشباب نحو الاعتزاز بها.
|
|
|
| |
|