التسمم الغذائي
أحمد المنصور/ بريدة

يُعد الغذاء من أكثر الناقلات لمختلف الميكروبات عن طريق الفم وبقية الأعضاء الأخرى.. لأنه مرتع خصب لوصول وتكاثر الميكروبات الضارة التي يزداد تكاثرها كلما طال بقاؤها في الغذاء الذي تصل إليه، والذي يحتاج إلى وقاية بمختلف الوسائل لمنع وصول وتكاثر مثل هذه الميكروبات في الغذاء الذي نتناوله ويتناوله الآخرون..
ومن أهمها النظافة الشخصية لأنها شعبة من شعب الإيمان، وعدم ترك الغذاء والشراب لتصله هذه الميكروبات التي تُوجد في جميع ما يحيط بنا من هواء وتراب وحيوان وحشرات وهي لا تُرى بالعين المجرَّدة، وأن يكون الذي يعد الغذاء خالياً من الأمراض الجلدية المعدية، وأن يُقلِّم أظافره لأن تقليمها يُعتبر من الفطرة، كي لا تكون عرضة لدخول الميكروب وتكاثره ووصوله إلى الغذاء الذي يعده، ويجب غسل الغذاء الذي لا يحتاج الى طبخ لأن الحرارة التي تحدث من الطبخ تقضي على مختلف الميكروبات..
ومعرفة تاريخ الإنتاج لكي لا نتناول غذاء انتهت صلاحيته المحددة من قبل المصنّعين، وألا نعتمد على التاريخ لأنه يُوجد غذاء قابل للفساد وتاريخ الإنتاج والصلاحية لم ينته، إما بسبب تعرُّضه للهواء أو الرطوبة والصدأ أو من شدة الحرارة التي تحدث التعفن ثم التسمم، وأن نعرف صلاحية الغذاء من رائحته وانتفاخ العلبة وصدئها وكشف جزء منه أو كله دون غطاء واقٍ، وهذا من أكثر أسباب تسمم الغذاء المعلَّب وغيره من أغذية تُباع في المحلات التجارية، وعدم تناول الغذاء المكشوف الذي قد يعرضه الآخرون دون التأكُّد من صلاحيته، لأن مثل هذه الأغذية المكشوفة عرضة لوصول مختلف الميكروبات التي تحدث التسمم الغذائي، وعدم تناول الغذاء المباع في الشوارع والطرقات والميادين وغيرها من أماكن يُعرض فيها دون المعروضة في المطاعم والمرَّخصة من قِبل الجهات الرسمية.. لأننا نلاحظ في الحج الكثير من الباعة المتجولين وهم يعرضون الغذاء المكشوف غير المصرح به من صحة البيئة.. لأن الغذاء الذي لا نعده بأيدينا ولا نتأكد من صحة مُعدّه قد يكون عرضة لوصول مختلف الميكروبات التي تحدث التسمم الغذائي، الذي لا ينحصر ضرره على شخص واحد إذ يصل إلى جميع الذين تناولوه..
وأن نتناول الغذاء المباع في المطاعم المرخصة التي تجد الرقابة المستمرة من قبل صحة البيئة.. ويكون المسؤولون عنها حريصين على النظافة الشخصية لجميع العاملين والنظافة العامة للمطعم وأثاثه وأدواته وأوانيه، وتقديم الغذاء الصحي من أجل المحافظة على سمعة المطعم والعاملين فيه.. لكي لا يتعرَّض إلى الجزاء والإغلاق في حالة عدم التقيُّد بجميع الشروط الوقائية والصحية من أجل إعداد الغذاء الذي يتناوله الإنسان، وفي حالة إعداد الغذاء في المخيمات وغيرها من أماكن وجودك يجب العمل على منع وصول الحيوانات الأليفة التي من أخطرها القطط والكلاب والقوارض، التي من أكثرها انتشاراً وخطراً الفئران والجرذان، ومن وصول الحشرات الطائرة والزاحفة والراجلة مثل الباعوض والديدان والصراصير والذباب، والأخير أكثر خطراً لسرعة تكاثره وانتشاره وأكثر الناقلات لجميع الأوبئة القاتلة من سرعة وصوله إلى الغذاء والشراب وإنزال ما تحمله أقدامه وأجنحته من ميكروبات لا تُرى بالعين، والتي تحدث أمراض الكوليرا والجدري والدفتيريا وأمراضاً أخرى لا تقل خطورة.. وأن نحفظ الغذاء والشراب ونمنع
وصول الحيوانات والحشرات التي تُعتبر من أكثر أسباب نقل مختلف الأمراض التي تُحدّث التسمم الغذائي، الذي يحدث لمن يتناوله من أفراد وجماعات وبخاصة في مناسبة مثل مناسبة الحج، الذي يكثر فيه تجمُّع الناس من أجل تناول غذاء واحد، ويجب كذلك نظافة المطبخ بمختلف المبيدات الحشرية وسرعة إزالة النفايات وحفظها في حاويات وتسليمها إلى رجال البلدية الذين يعملون على مدار الأربع والعشرين ساعة، من أجل خدمة وسلامة ضيوف الرحمن الذين تكثر نفاياتهم ومخلفاتهم الغذائية، التي قد تكون عُرضة لوصول وتكاثر الميكروبات، التي تُحدث الأمراض المختلفة، ويحرص المسؤولون في وزارة الصحة على تقديم مختلف الوسائل الوقائية والعلاجية من أجل سلامة ضيوف الرحمن من مختلف الأمراض الظاهرة والباطنة.. هذا ونرجو من الله العلي القدير أن يحفظ ضيوفه ويردهم إلى بلادهم سالمين من كل سوء ومكروه.