| |
مشروعات الخير لخدمة الحجيج مصطفى محمد كتوعة
|
|
المملكة كانت وستظل دوماً بإذن الله ملبية لاحتياجات المدينتين المقدستين ومنطقة المشاعر (عرفة ومنى ومزدلفة) من مشروعات، وخصوصاً جسر الجمرات الذي شهد مراحل مشروعات عديدة من التوسعة والامتداد طولاً وعرضاً وزيادة مداخله ومخارجه، واليوم وبتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - يشهد أضخم مشروع حضاري لتطويره وتوسعته بتخطيط ورؤية مستقبلية طويلة الأمد وبخدمات على أعلى مستوى.. وأيضاً ما تحقق في ساحة الطواف من توسعة، وفي منطقة المشاعر مشروعات تحسين الطرق لا تتوقف عبر شبكة متكاملة وبأحدث المواصفات، واللوحات الإرشادية. كل ذلك يعززه الجهد الفائق من الطاقات البشرية، حيث تجند المملكة الآلاف من رجال الأمن والدفاع المدني برجاله ومعداته وآلياته وطائراته، والهلال الأحمر السعودي في مراكز متقاربة وفي مواقع عديدة، والكشافة وفرق مؤسسات الطوافة وغيرهم المكلفين بمهام إسناد أعمالهم وتخصصاتهم يسهرون على سلامة الحجيج وتنظيم سيرهم وتوجيه حركتهم لسلامتهم. الحقيقة أتوقف كثيراً مثل كل مسلم مخلص منصف عند المشروع الحالي لتطوير جسر الجمرات الذي تبلغ تكلفته 4 مليارات ريال، وقد اكتملت المرحلة الأولى لاستخدامه في موسم الحج هذا العام. فهذا المشروع يتكون الجديد للجسر يتضمن إنشاء أربعة أدوار، حيث تم وضع التصميم من قِبل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى وفرع وزارة الشؤون البلدية والقروية لشؤون الإسكان وقامت جهات أخرى بإجراء بعض الدراسات على الجسر ومنها الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. ووفقاً للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل عشرة طوابق وخمسة ملايين حاج في اليوم خلال المرحلة الثانية ويترفع الدور الواحد اثني عشر متراً وبعرض تسعين متراً، كما يحتوي المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي. كما يتضمن المشروع 11 مدخلاً للجمرات و12 مخرجاً وفي الاتجاهات الأربعة. وبعد نقلة حضارية وهندسية توفر الحماية والأمان لضيوف الرحمن خلال توجههم لرمي الجمرات، وينفذ المشروع الجديد على مراحل ويشتمل على نظام تبريد متطور يعمل على نظام التكييف الصحراوي ويعطي نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات لتخفيض درجة الحرارة. كما سيزود مشروع الجسر الجديد أنفاقاً أرضية لفصل سيارات الخدمات عن حركة المشاة أعدت بناء على دراسات ميدانية وهندسية. ومشروعات جديدة في منطقة الجمرات تشمل إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى جسر الجمرات. في المقابل نتوقف طويلاً أيضاً عند نقطة مهمة من شأن الوصول إليها أن يكتمل تتويج كل مشروعات الخير لراحة وسلامة ضيوف الرحمن، وهي توعية الحجاج باستحقاقات هذا الموسم الديني العظيم بما لا يعكر صفوه حوادث التزاحم والتدافع الذي يضر بالكثير من الحجاج ويزهق الأرواح.. فكل هذا الجهد والإمكانات لا تحقق وحدها السلامة مع غياب الوعي عند بعض الحجاج، فلطالما ظلت تلك الأخطاء في التزاحم والتدافع وراء العديد من الحوادث وندعو الله عز وجل ألا يكون لها وجود ولا أثر، ونتفاءل خيراً بإذن الله بأن هذه المشروعات الجديدة في جسر الجمرات ستوفر بتوفيقه وعونه سبحانه وتعالى ثم بتعاون الحجاج مع جهود المملكة وخططها التي تستهدف راحتهم وسلامتهم، حتى يؤدوا مناسكهم بكل طمأنينة. إن جهود خدمة وراحة ضيوف الرحمن يصعب حصرها، فهي رصيد هائل من المشروعات والتخطيط والخبرات المتراكمة عبر القرون منذ أن رفع أبو الأنبياء إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام القواعد من البيت ومنذ حجة المصطفى الأمين وهي حجة الوداع، وقوله صلى الله عليه وسلم (خذوا عني مناسككم) وقد عهد هذا البلد الطيب بقيادته الرشيدة وشعبه الوفي، على نفسه التفاني بأداء شرف خدمة المقدسات وضيوف الرحمن وخدمة الإسلام والمسلمين بما يجب أن يؤدي هذا الشرف العظيم.. نسأل الله رب العرش العظيم أن يمن على حجاج بيته الحرام بالحج المبرور والذنب المغفور وأن يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين. حكمة: إذا صحت القلوب غُفرت الذنوب
|
|
|
| |
|