هو الموت ما منه ملاذ ومهرب |
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب |
خبرٌ عزَّ علينا مسمعه، وأثَّر فينا موقعه، خبر وفاة جار عزيز علينا، كان بالأمس نوراً في الحي، ينير ببياض لحيته الطريق في ذهابه وإيابه إلى المسجد خمس مرات كل يوم، وينير المسجد بإمامته للمصلين.. خمسون عاماً من عمره قضاها إماماً، منها ثلاثون عاماً في مسجد الملك خالد بحي الشرفية بالرياض.
إنه فضيلة الشيخ عبد الله بن إبراهيم الخميس الذي انتقل إلى جوار ربه صباح يوم الأحد 12- 11-1427هـ إثر حادث مروري - رحمه الله رحمة واسعة - فقد كان رجلاً فاضلاً، رجلَ خيرٍ، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
كان نِعم الجار خلال ثلاثين عاماً، لم يؤذ أحداً صغيراً كان أو كبيراً، ربّى أولاده تربية حسنة، فكانوا نعم الإخوة لأبناء حيهم، فأسأل الله أن يكونوا من العمل الصالح الذي خلفه وراءه، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
اللهم ارحم إمام مسجدنا رحمة واسعة، تنير بها ظلمة قبره، واغفر له مغفرة جامعة تمحو بها سالف وزره، اللهم أنزل على قبره الضياء والنور، والفسحة والسرور، اللهم اجمعه بمن سبقه من أحبابه وجيرانه وخلانه في جناتك جنات النعيم، اللهم واخلفه في عقبه في الآخرين، وارفع درجته في المهديين، واغفر له يا رب العالمين، اللهم وألهم أهله وأبناءه الصبر والسلوان، اللهم لا تحرمهم أجره، ولا تفتنهم بعده.
|