| |
الحقيقة شمس جماهير المسرح رجاء العتيبي
|
|
يذهب الناس للمسرح وفي أذهانهم شيء يريدونه.. قد يكون الضحك، قد يكون الاسترخاء، قد يكون الحزن، وغير ذلك، المهم أنهم أتوا للمسرح وفي ذهنهم شيء ينتظرونه، إذا لم تعطهم المسرحية (القيمة المنتظرة) التي يريدونها، فإنهم يُصابون بإحباط ويخرجون بتأفف، وينظرون للخلف باتجاه المسرح ثم يعيدون اتجاههم خارجين وهم يقولون: (يا خسارة الوقت). إذا لم تعط الجماهير ما تريد، فإنهم يقولون: (يا خسارة الوقت معك)... مما يؤكد على أهمية معرفة (القيم المنتظرة) عند الجماهير حتى تقدم لهم ما يريدون وبالتالي تكسب الجميع ويصفقون لك في وقت واحد. إن معرفة (سيكولوجية) الجماهير وطبائعهم ومتطلباتهم وأنماطهم الشخصية تسهل (صناعة) خطابات جماهيرية تحوي الكثير من القيم التي ينتظرونها مما يحقق نوعاً من الألفة والتواصل والانسجام معها ويشعرهم أن ثمة من يسعى من أجلهم. أدبيات القيم الجديدة في هذا الزمن.. لا تشجع أن تكون الجماهير (ضحية) باردة لأحد ما، تذوب من الحياة في غمضة عين من أجل أن يبقى (سيدها). الفردية المعاصرة بشكلها الإيجابي.. تبحث عن ذاتها أكثر مما تبحث عن ذات (سيدها) أو هكذا هي على الأقل في الدول الواعية، حتى وإن تجمَّعت (الفردية) على شكل جماهير، فإنها تظل أبعد ما تكون عن العقل الجمعي، بحيث يظل لها استقلالها. إنها تنتظر أن يضحي (السيد) بميزانياته من أجلها حتى تعطيه أفضل الإنجازات.. وليس أفضل أنواع فصائل دمها باعتبار أن الجماهير تملك أفضل المواهب من أجل النمو الحضاري والتواصل مع الآخرين والسلام الكوني.. في حين أن الدماء التي تسيل في الأودية والشعاب لا تروي نبتة ظمآنة إذا كانت تسيل من أجل (سيدها) وحده..
Ra99ja@yahoo.com |
|
|
| |
|