| |
ميزانية وفق التطلعات
|
|
ميزانية المملكة لهذا العام والتي تبلغ 380 مليار ريال بزيادة 45 ملياراً عن ميزانية العام الماضي تؤكد أن المملكة تسير في طريق الخير نظراً للأرقام القياسية التي بلغتها ميزانية هذا العام والعام السابق، وهذا يرجع إلى فضل من الله تعالى ثم إلى القيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ومما يلاحظ على ميزانية هذا العام أنها تسعى إلى تأكيد التنمية المتوازنة بين المناطق، وفي مختلف الميادين كون المملكة كُلا لا يتجزأ كما قال خادم الحرمين الشريفين في وقت سابق. ولتنفيذ المشروعات المختلفة وفق خطة التنمية الثامنة التي أقر لها مبلغ 140 مليار ريال من الميزانية. وعلى الرغم من أن النفط يشكل المصدر الأساسي للدخل في المملكة إلا أن هناك توجهاً إستراتيجياً نحو تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كونه مصدراً قابلاً للنضوب، كما أن هناك جهات عالمية تسعى إلى اكتشاف مصادر أخرى للطاقة للاستعاضة بها والاستغناء عن النفط، وهنا، يأتي دور القائد المحنك الذي ينظر إلى المستقبل وحق الأجيال القادمة في التنعم بخيرات البلاد.. فالملك عبدالله لا ينظر إلى الميزانية لحل مشكلات آنية فقط، وإنما يسعى إلى استثمارها من أجل إنشاء بنية اقتصادية متكاملة تخدم المواطنين لأجيال عدة قادمة، ولذلك نشاهد المشروعات التنموية الكبرى تتوالى وفي زمن قياسي جداً. هذه المشروعات تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وجذب الاستثمارات الأجنبية فضلاً عن الحفاظ على الاستثمارات المحلية. وهذه الاستثمارات ستصل عائداتها إلى أرقام قياسية قد تنافس عائدات النفط. وليس هذا بالشيء العجيب أو المستحيل، فهناك دول لا تملك ثروات نفطية ومع ذلك فإن مصانعها ومنشآتها الاقتصادية تدر عليها دخلاً ضخماً. ولا يمكن لأي ميزانية مهما كانت كبيرة أن تكون مفيدة إذا لم يتم توزيعها بطريقة مدروسة وعلى مختلف المجالات، ولعل أهم هذه المجالات التعليم كونه يعتبر استثماراً مباشراً في الإنسان، والذي يعتبر رأس المال الحقيقي لأي دولة، فبدون المواطن المتعلم لا يمكن الاستفادة من مكتسبات التنمية. ولهذا نجد أن التعليم قد حاز على جانب كبير من الإنفاق، لزيادة الطاقة الاستيعابية للمنشآت التعليمية، وبما يتوافق مع سوق العمل. كما أن الصحة لا تقل أهمية عن التعليم، فالشعب المتعلم والصحي يستطيع بإذن الله عمل الكثير من أجل وطنه، وهذا ما أكدته الميزانية عبر العدد الكبير للمنشآت الصحية المزمع تنفيذها وفي كل المناطق. والأمل كله في الله ثم في سرعة إنجاز هذه المشروعات بما يحقق الرؤية الإستراتيجية لخادم الحرمين ويحقق الرفاهية للمواطن السعودي.
|
|
|
| |
|