Al Jazirah NewsPaper Monday  18/12/2006G Issue 12499مقـالاتالأثنين 27 ذو القعدة 1427 هـ  18 ديسمبر2006 م   العدد  12499
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

ملحق دخنة

دوليات

متابعة

منوعـات

تغطية خاصة

الأخيــرة

الرئة الثالثة
ديننا الحنيف.. وصفة إلهية للعبادة والأخلاق!
عبد الرحمن بن محمد السدحان

* شرع الله ديننا الحنيف ليكون مناراً للهدى والتقوى، ورادعاً للإثم والعدوان، وقد تميز هذا الدين بالحسنيين، فهو صراط متين يربط المخلوق بخالقه، توحيداً وتصديقاً وعبادة، وهو (وصف) مبين لآلية التعامل السوي مع المخلوق بما يرضي الخالق، فيأتي من الأقوال والأفعال ما يقربه من الناس، ويجتنب من الأقوال والأفعال ما ينأى به عنهم.
* *
* والمتابع لأحوال مجتمعنا المسلم المعاصر يدرك في غير عسر أنه يعاني من اختناقات سلوكية تؤثر سلباً في قدرته على الربط ربطاً سوياً بين مثاليات الدين الحنيف وأخلاقه وآدابه من جهة، وبين ما تفرزه آلية الحياة العصرية ونسيجها من مواقف ومتغيرات وعلاقات متشابكة، ثنائية وجماعية، من جهة أخرى.
* *
* ونتيجة لذلك، تبرز منظومة من التناقضات والملابسات في وجدان الإنسان المسلم وسلوكياته وكيفيات تعامله مع الآخر، فهو قد يحرص على تطبيق شق (العبادة) في الدين الحنيف، صلاة وصياماً وحجاً وزكاة، وغير ذلك في السنن والنوافل، وهذا شأن محمود، لكن هذا الإنسان قد يخفق في تطبيق قواعد وضوابط وآداب (المعاملات) التي تكيف وتقنن علاقاته مع (المخلوق)، فتراه يكذب ويغش ويرشو أو يرتشي، وقد يختلس أو يسرق ويقترف آثاماً أخرى!
* *
* وأمام هذا كله، يأسرني الغيظ ويستبد بي الألم وأنا أستعرض في خاطري نماذج من المواقف السلوكية لبعض المسلمين، في بلادنا خاصة.. مرة يحاصرني الإحساس بما يشبه هزيمة الغريق يأساً من فرص النجاة، وأخرى أنتشي بهاجس الأمل تفاؤلاً، فأرفض الاستسلام ليأسي، وأود لو كانت لي وسيلة فأعلن ذلك للملأ من حولي انتصاراً لكرامة الإنسان الذي يكرمه الخالق ويذله المخلوق!
* *
* وتمثيلاً لما ذكرت أقول:
* يغيظني من ينسى أو يتناسى أن ديننا الحنيف ليس (شعائر) عبادة فحسب، تربط العبد بربه، ولكنه إلى جانب ذلك (وصفة) إلهية تقنن السلوك السوي والتعامل النبيل بين البشر، صغيرهم وكبيرهم، لا فضل لأحد منهم على آخر إلا بالتقوى، والتقوى مقرها القلب، وصراطها الجوارح، سمعاً وبصراً ولساناً ويداً!
* *
* ويغيظني من يزوّر معايير التنافس المشروع طلباً للعيش الكريم، فيكبر المحتال، ويصغر النزيه، ويسفه المجتهد، ويبعد النقي، ويدني الملوث ضميراً ويداً ولساناً!
* *
* ويغيظني مَن يشوّه المثل السامية التي تفنن السلوك السوي بين البشر، فينعت كريم الحلم بالجبن، وطيب القلب بالضعف، ونزيه اللسان بالبله!
* *
* ويغيظني أخيراً، من يمنح نفسه سلطة النقد العشوائي الجارح للناس، بلا دليل ولا حجة، عبر (شبكة الإثم) العنقودية وسواها، فيصمهم بما يسوؤهم، متكئاً في ذلك على فتات (إفك) المجالس، يؤازره رصيد من فراغ العقل والوجدان ثقافة وخلقاً وإحساساً، ثم يغرق الأسماع ب(موشحات) مكتوبة أو مسموعة من الوصفات المثالية الخارقة، للتعامل مع مَنْ وما رأى فيه عيباً! ويزداد الغيظ.. ويعظم الأسى إذا كان الناقد صاحب ولاية على شأن من شؤون الناس، أو كان ممن إذا ذكروا في المجلس، لم يحمد له أحد سيرة، أو يزكِّه فعل خير!
* *
* وبعد، فرغم مداد الغيظ الذي رسمت به السطور السابقة، فإن الإحساس لم ولن يصادر مني فضيلة التفاؤل أو يكرهني على (تعميم) ما يغيظني من قول أو عمل.. فالناس ليسوا سواء! وسأبقى بأذن الله متفائلاً بتغير حال الناس صوب الأفضل سلوكاً وتعاملاً تطبيقاً (للوصفة) الإلهية السامية المقننة لسلوك الناس، عبادات ومعاملات!



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved