| |
ارتفاع الأسعار فهد الحوشاني
|
|
يحكي لنا أوائل من استلموا (الرواتب) بعد توحيد المملكة أمراً يبدو غريباً لنا الآن وهو أن الموظفين كانوا يقبضون رواتبهم طعاماً وأحياناً خروفاً أو تيساً! نظراً لأن المملكة في بداية تأسيسها كانت تعاني ضائقة مالية حادة إلى أن فتح الله لها كنوز الأرض! ويحكي لنا الأوائل أن أحد الموظفين كان راتبه (تيساً) وعندما استلمه من المحاسب وإذا به يطلق قوائمه للريح، بالضبط كما تفرُّ رواتبنا اليوم! لكن الرجل طارده وهو يصرخ: أمسكوا براتبي أمسكوا براتبي! ولأنه راتب فقد ولى هارباً ولم يمسك به، ولو تمكَّن أحد من إمساكه فهو بالتأكيد أحد (تجار) المواشي! هذه حكاية حقيقية تمثل فترة زمنية عصيبة مرت بها المملكة بعيد توحيدها على يد المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود! الرواتب الآن تحط رحالها في مكائن الصرف الآلي قبل نهاية الشهر بعدة أيام لكنها ما تزال تمارس هواية أسلافها.. فهناك من يترصدها حال خروجها، بل إن بعض الموظفين قام التجار بالوصول إلى رواتبهم قبلهم حيث يقتطع جزء من الراتب مقابل قرض فوائده مبالغ فيها إلى حد كبير!! ارتفاع الأسعار الملاحظ في كثير من السلع يؤكد أننا أمام تخطيط ممنهج للاستيلاء على جزء من الكعكة التي ينتظرها الكثيرون! فالأدوية والمواد الغذائية والملابس ومواد البناء والعقارات والتي يحقق فيها التجار مكاسب بأكثر من 50% دون ضرائب يدفعونها، ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية وخاصة بعد زيادة الـ15% التي فتحت شهيتهم للقفز بالأسعار كعادتهم! السطو السلمي وفي وضح النهار على الرواتب بهذه الطريقة يجب أن يوضع له حد.. وحماية المستهلك أصبحت الآن حاجة ملحة لأن التاجر له عدة مصادر يمكن أن يثري منها لكن الموظف ليس له إلا مصدر واحد يحصل منه على قوته وقوت أولاده!
alhoshanei@hotmail.com |
|
|
| |
|